والتعارض: مصدر للفعل (عَرَض) بفتح العين، وهو يدل على المشاركة بين فعلين فأكثر.
وجاءت مادة (عرض) في اللغة على عدة معان، قال الزبيدي في تاج العروس: فالذي صح من معنى العروض في كلام المصنف(١) أربعة عشر معنى على توقف في بعضها(٢).
ونقتصر هنا على بعض المعاني القريبة من المعنى الاصطلاحي:
١- المنع:
تقول: عَرَضَ الشيء يَعْرِض واعْتَرَضَ: انتصب ومنع وصار عارضاً كالخشبة المنتصبة في الطريق أو النهر أو نحوها فتمنع السالكين سلوكها، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ﴾ (٣): مانعاً معترضاً، أي: بينكم وبين ما يقربكم إلى الله تعالى أن تبروا وتتقوا(٤).
٢- المقابلة:
يقال: عَارَضَ الشيء بالشيء معارضة: قابله، وعَارَضتُ كتابي بكتابه أي قابلته(٥).
ومنه حديث: (إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عَارَضَنِي العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي)(٦).
قال ابن الأثير: أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن من المعارضة المقابلة(٧).
٣- الظهور:
يقال: عَرَض له كذا يَعْرِض: أي ظهر له وبدا، وعَرَض له الشيء: أظهره له، ومنه قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾ (٨) (٩).

(١) يريد بذلك الفيروز آبادي في القاموس المحيط.
(٢) انظر لسان العرب (٩/١٣٧)، تاج العروس (١٨/٣٨٢).
(٣) سورة البقرة: آية (٢٢٤).
(٤) انظر لسان العرب (٩/١٣٩، ١٤٦)، القاموس المحيط (٨٢٣).
(٥) انظر الصحاح (٣/٩١٣)، ولسان العرب (٩/١٣٨).
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، رقم (٣٦٢٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، رقم (٢٤٥٠)، عن عائشة رضي الله عنها.
(٧) النهاية لابن الأثير (٣/٢١٢).
(٨) سورة البقرة: آية (٣١).
(٩) انظر الصحاح (٣/٩١١)، ولسان العرب (٩/١٣٩).

وهذا الأثر عن من شهد الغزوة وهذا مما يؤيد صحة هذا القول، وعنه أيضًا قال: سمعنا صوتًا من السماء وقع إلى الأرض، كأنه صوت حصاة في طست، ورمى رسول الله - ﷺ - بتلك الحصاة فانهزمنا(١).
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ - ونحن بالمدينة:(إني أخبرت عن عير(٢) أبي سفيان أنها مقبلة...)والشاهد من هذا الحديث الطويل قول أبي أيوب عن الرسول - ﷺ - : فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله - ﷺ - في وجوه القوم، فانهزموا فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ (٣) (٤) الحديث.
وعن محمد بن قيس، ومحمد بن كعب القرظي قالا: لَمّا دنا القوم بعضهم من بعض، أخذ رسول الله - ﷺ - قبضة من تراب فرمى به وجوه القوم، وقال: (شاهت الوجوه) فدخلت في أعينهم كلهم، وأقبل أصحاب رسول الله - ﷺ - يقتلونهم، ويأسرونهم، وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله - ﷺ -، وأنزل الله: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾.... الآية، إلى: ﴿ إِن اللَّهَ سَمِيعٌ زOٹد=tو ﴾ (٥) (٦).
(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٩/٢٥٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/١٦٧٢)، والطبراني في الكبير (٣/٢٠٣) رقم (٣١٢٧).
(٢) العِير: بكسر العين: هي القافلة من الإبل والدواب التي تحمل الأحمال والطعام أو التجارة، انظر مشارق الأنوار (٢/١٣٤)، والنهاية في غريب الحديث (٣/٣٢٩).
(٣) سورة الأنفال: الآية (١٧).
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (٤/١٧٤)، وعزاه ابن كثير في تفسيره (٤/١٥) إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه،
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/٧٤): رواه الطبراني وإسناده حسن.
(٥) سورة الأنفال: الآية (١٧).
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره (٩/٢٥٥).

وجه دلالة الحديث :
قالوا: إذا جاز تعليم القرآن عوضاً في باب النكاح، وقام مقام المهر، جاز أخذ الأجرة على تعليمه.
القول الثاني :
أخذوا بظاهر الآية وهو عدم جواز أخذ الأجرة على الدعوة والتعليم والأذان ونحوها، ودفعوا موهم التعارض مع ظاهر الأحاديث بتخصيص أخذ الأجرة على الرقية لأن الأحاديث الموهمة للتعارض مع الآية في سياق الحديث عن أخذ الأجرة في الرقية وهذا جائز بخلاف أخذ الأجرة على غيرها(١).
قال به الضحاك بن قيس(٢)، و عطاء، والزهري، وإسحاق، وعبد الله بن شقيق(٣) (٤)، وذهب إليه أبو حنيفة(٥)، ونص عليه أحمد(٦).
وقد استدلوا بما يلي:
١ - ظاهر الآيات المتقدمة في المسألة.
(١) انظر إعلام الموقعين (٦/٤١٩)، ونصب الراية (٤/١٣٩)، وفيض القدير (٢/٥٢٩)، ونيل الأوطار (٥/٣٤٦).
(٢) الضحاك بن قيس ب خالد، الأمير أبو أمية، الفهري القرشي، من صغار الصحابة وله أحاديث، قتل سنة أربع وستين بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (٣/٢٤١)، شذرات الذهب (١/٢٨٧).
(٣) عبد الله بن شقيق العقيلي البصري، توفي سنة ثمان ومائة بعد الهجرة، انظر ميزان الاعتدال (٢/٤٤، ٤٣٩)، وشذرات الذهب (٢/١١).
(٤) انظر المغني (٨/١٣٦)، ونيل الأوطار (٥/٣٤٤).
(٥) انظر بدائع الصنائع (٤/١٩١)، والفتاوى الهندية (٤/٤٤٨).
(٦) انظر المغني (٨/١٣٦)، والإنصاف (٦/٤٥).

وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ }... ٢... ٣٣٩
﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴾... ٣... ٣٣٩
﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾... ٤... ٣٣٩
سورة الانشقاق
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾... ١... ٣٣٩
﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾... ٢... ٣٣٩
﴿ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ﴾... ٣... ٣٣٩
﴿ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴾... ٤... ٣٣٩
سورة الطارق
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾... ٥... ٧٢
﴿ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾... ٦... ٧٢
﴿ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ ة=ح !#uژ©I٩$#ur ﴾... ٧... ٧٢
﴿ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾... ٨... ٧٢
سورة العاديات
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ خژِچsƒù:$# لَشَدِيدٌ ﴾... ٨... ١٧٤
فهرس الأحاديث النبوية
طرف الحديث... الراوي... الصفحة
أبكي للذي عرض علي أصحابك... ابن عباس... ، ٢٣٦
أحي والداك... ابن عمر... ٢٦٣
أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم... ابن عمر... ٣٨١
أخذ الله الميثاق من ظهر آدم... ابن عباس... ، ١٤٥
أخر عني يا عمر... عمر بن الخطاب... ، ٢٩٩
إذا أسلم العبد... أبو سعيد الخدري... ، ٢٢٠، ٢٦٦
إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان... أبو هريرة... ٢٠٩
أرأيت لو مررت بقبري... قيس بن سعد... ، ٣٦٠
أرأيتكم ليلتكم هذه... ابن عمر... ١٦٧
أسرف رجل على نفسه... أبو هريرة... ٣٥٧
أسلمت على ما أسلفت من خير... حكيم بن حزام... ٢٦٦
أعطني حصاً من الأرض... السدي... ٢٠١
أعطيت خمساً... جابر بن عبدالله... ، ٣٠، ١٧٧، ٣٧٧
أفلا أكون عبداً شكوراً... المغيرة بن شعبة... ١٧٣
أقيموا صفوفكم... أبو موسى الأشعري... ١٨٤
ألا إن القوة الرمي... عقبة بن عامر... ، ٢٢٨
ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا... ابن عمر... ٣٨٨
أما الكافر فيُطعم بحسناته في الدنيا... أنس بن مالك... ٢٦٩
أمرت أن أقاتل الناس... ابن عمر... ، ٣٦، ٢٤٨، ٣٩٠
أن اتخذ مؤذناً... عثمان بن أبي العاص... ٣٣١
إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة... ابن مسعود... ٦٩
إن أحدكم يجمع خلقه... ابن مسعود... ، ٨٨، ٣٧٢
إن أحق ما أخذتم عليه أجراً... ابن عباس... ، ٣٢٩
إن الأرض لا ينجسها شيء... الحسن... ٢٤٢


الصفحة التالية
Icon