قال القرطبي: تقول العرب: عَرَضْتُ الشيء فأعرض، أي أظهرته فظهر، ومنه: عرضت الشيء للبيع(١).
ومنه قوله تعالى: ﴿ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (١٠٠) ﴾ (٢).
قال ابن جرير: أي أبرزناها وأظهرناها للكافرين(٣).
٤- المساواة والمثل:
تقول عَارَضَ فلان فلاناً بمثل صنيعه: أي أتى إليه بمثل ما أتى عليه(٤).
وبناء على ما تقدم يمكن تلخيص تعريف (التعارض) في اللغة على أنه بمعنى التقابل والتماثل على وجه التمانع والتضاد.
رابعاً : التعارض اصطلاحاً:
أما عن تعريف التعارض اصطلاحاً فقد عرفه الكثير من العلماء بتعريفات عدة، نذكر منها ما يلي:
قال البزَّدوي: تقابل الحجتين على السواء لا مزية لإحداهما في حكمين متضادين(٥).
وقال السرخسي: تقابل الحجتين المتساويتين على وجه يوجب كل واحد منهما ضد ما توجبه الأخرى كالحل والحرمة، والنفي والإثبات(٦).
وقال الزركشي: تقابل الدليلين على سبيل الممانعة(٧).

(١) الجامع لأحكام القرآن (١/٢٩٧).
(٢) سورة الكهف: آية (١٠٠).
(٣) تفسير الطبري (١٦/٤٦).
(٤) انظر لسان العرب (٩/١٥١)، والقاموس المحيط (٨٣٤).
(٥) كشف الأسرار عن أصول البزدوي (٣/١٦١).
(٦) أصول الفقه للسرخسي (٢/١٢).
(٧) البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي (٦/١٠٩)

وعن السدي قال: قال رسول الله - ﷺ - حين التقى الجمعان يوم بدر لعلي رضي الله عنه، (أعطني حصًا من الأرض) فناوله حصى عليه تراب فرمى به وجوه القوم، فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء، ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم، ويأسرونهم، فذكر رمية النبي - ﷺ -، فقال: ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ ِNكgn=tFs% وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ (١) (٢).
وهذه الآثار وغيرها تدل على صحة هذا القول، وإن كان بعضها لا يخلو سندها من كلام إلا أنها بمجموعها مقبولة، وقد جاء بعضها بالصيغة الصريحة في السببية.
قال محمد رشيد رضا بعد ذكر بعض هذه الروايات: فإذا لم تكن رواية من هذه الروايات وصلت إلى درجة الصحيح فمجموعها مع القرينة حجة على ذلك (٣).
٢- الآيات السابقة واللاحقة وسياق الآية يحكي غزوة بدر وما حدث فيها، فكيف يجعل سبب نزولها خارجاً عن سبب نزول الآيات السابقة واللاحقة وهي تحكي ما حدث للنبي - ﷺ - والصحابة رضوان الله عليهم في غزوة بدر، لا شك أن في هذا تقطيعاً للنظم القرآني.
(١) سورة الأنفال: الآية (١٧).
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره (٩/٢٥٥)، وقال عنه أحمد العليمي في مرويات غزوة بدر (٢١٦): هذا الإسناد فيه انقطاع فهو موقوف على السدي إلا أن الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/٨٤) رواه موصولاً فقال: وعن ابن عباس أن النبي - ﷺ - قال لعلي: (ناولني كفًا من حصى) فناوله فرمى به وجوه القوم فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء فنزلت: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ الآية.
(٣) تفسر المنار (٩/٥١٦).

٢ - حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: إن آخر ما عهد إليَّ النبي - ﷺ - :(أن اتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً)(١).
٣ - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه علم رجلاً سورة من القرآن فأهدي إليه خميصة، أو ثوب فذكر ذلك للنبي - ﷺ - فقال: (لو أنك لبستها، أو أخذتها ألبسك الله مكانها ثوباً من نار)(٢).
٤ - وعن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: (اقرأوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به)(٣).
(١) أخرجه أبو داود، في سننه، كتاب الصلاة، باب أخذ الأجرة على التأذين، رقم (٥٣١)، والترمذي في سننه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهة أن يأخذ المؤذن أجراً، رقم (٢٠٩) وقال: حديث عثمان حسن صحيح، والنسائي في سننه، كتاب الأذان، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجراً، رقم (٦٧١)، والإمام أحمد في مسنده (٤/٢١)، (٤/٢١٧)، وابن خزيمة في صحيحه (١/٢٢١)، والحاكم في المستدرك (١/٣١٤، ٣١٧) وقال: على شرط مسلم ولم يخرجاه، والبيهقي في الكبرى (١/٤٢٩).
(٢) أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب التجارات، باب الأجر على تعليم القرآن، رقم (٢١٥٨)، قال ابن حجر في تلخيص الحبير (٤/١٣٠٠): قال البيهقي وابن عبد البر: هو منقطع، يعني بين عطية وأبي، وقال المزي: أرسل عن أبي، وكأنه تبع في ذلك البيهقي، وإلا فقد قال أبو مسهر: إن عطية ولد في زمن النبي - ﷺ -، فكيف لا يلحق أبيّاً، وأعله ابن القطان وابن الجوزي بالجهل بحال عبد الرحمن، وله طرق عن أبي، قال ابن القطان: لا يثبت منها شيء، وفيما قال نظر، وذكر المزي في الأطراف له طرقاً، منها ما بين أن الذي أقرأه أبي، هو الطفيل بن عمرو.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفة (٢/١٦٨)، وعبد الرزاق في مصنفه (١٠/٣٨٧)، الإمام أحمد في مسنده
٣/٤٢٨، ٤٤٤)، والطبراني في الأوسط (٣/٨٦)، وأبو يعلى في مسنده (٣/٨٨)، والبيهقي في الكبرى
(٢/١٧)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/٣١٤): رواه الطبراني في الأوسط وله طرق رواها أحمد وغيره ورجاله ثقات، وانظر (٤/٩٥)، (٨/٣٦)، وقال ابن حجر في الفتح (٩/١٢٦): سنده قوي.

إن الله أخذ ذرية آدم من ظهورهم... هشام بن حكيم... ١٤٩
أن الله تعالى أعلم موسى... أبو الدرداء... ٨٧
أن الله تعالى يقول لأهون... أنس بن مالك... ١٤٨
إن الله حبس عن مكة الفيل... أبو هريرة... ٢٢٣
إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه... عمر بن الخطاب... ١٤٩
إن الله خلق الرحمة يوم خلق السماوات... سلمان الفارسي... ١٣٦
إن الله خلق الرحمة يوم خلقها... أبو هريرة... ، ١٣٨
إن الله عزَّ وجلَّ يدخل بالسهم الواحد... عقبة بن عامر... ٢٣٠
إن الله قد أثنى عليكم... عبد الله بن سلام... ٣٠٥
إن أهل الجنة إذا دخلوها... أبو هريرة... ٩٨
أن تلد الأمة ربتها... أبو هريرة... ، ٣٥٢
إن جبرائيل هبط عليه فقال... علي بن أبي طالب... ٢٣١
أن جبريل كان يعارضني القرآن... عن عائشة... ١٩
إن الدين يسر... أبو هريرة... ٩٦
إن رجلاً يأتيكم من اليمن... عمر بن الخطاب... ١٦٩
إن شئتما أعطيتكما... عبيد الله بن عدي... ، ٢٧٥
إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد... المطلب بن ربيعة... ٢٧١
إن عفريتاً من الجن... أبو هريرة... ، ٦٠
إن عماراً لقي الشيطان... عمار بن ياسر... ٦١
أن لا يطوفن بالبيت عريان... علي بن أبي طالب... ، ٢٣٨
إن هذا الدين متين... أنس، عائشة، ابن عمر... ٩٦
إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم... أنس بن مالك... ، ١٦٦، ١٦٧
إن يعش هذا لم يدركه الهرم... عائشة... ١٦٦
إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة... أبو الحوراء... ٢٧٢
إنا لا نولي هذا... أبو موسى الأشعري... ٣٥٣
الأنبياء ثم الأمثل... سعد بن أبي وقاص... ٣٢٦
أنت رحمتي أرحم بك من أشاء... أبو هريرة... ، ١٣٨
أنزلت علي آنفاً سورة... أنس بن مالك... ، ١٤٠
إنكم ستفتحون مصر... أبو ذر... ١٦٩
إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني... أبو ذر... ١٠١
إنما جعل الإمام ليؤتم به... أبو هريرة... ، ١٨٩، ١٩٠
إنما خيرني الله... ابن عمر... ٤٠، ٢٨٥، ٢٨٨، ٢٨٩، ٢٩٢، ٢٩٦، ٢٩٩
إنما هو جبريل لم أره على صورته... عائشة... ١٣١
إنما يلبس هذه من لا خلاق له... ابن عمر... ٧٣
إنه أواه... عقبة بن عامر... ١١٧
إني أخبرت عن عير أبي سفيان... أبو أيوب الأنصاري... ٢٠٠
إني خلقت عبادي حنفاء... عياض بن حمار... ، ١٥٢


الصفحة التالية
Icon