ظاهر الحديث أن هناك فرقاً في معنى الريح بين الإفراد والجمع، فالإفراد بمعنى العذاب والجمع بمعنى الرحمة، بينما في الآية لم تفرق في معنى الريح بالإفراد وجعلتها تأتي بمعنى الخير والشر، وعلى هذا يتوقع أن ثمة تعارضاً بين الآية والحديث، وفي الحقيقة أن سبب موهم التعارض ناشئ عن اعتقاد صحة الحديث(١).
٢- إهمال الأدلة والروايات الأخرى :
عدم مراعاة عموم الأدلة في المسألة والروايات الأخرى للدليل ينشأ بسبه موهم التعارض، فيعتقد أن الدليلين متعارضان، وفي الحقيقة أنه ليس هناك تعارض، بل نشأ ذلك بسبب إهمال الأدلة والروايات الأخرى في المسألة.
مثاله : قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ (#ûqçR%ں٢ أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ ِNهk®Xr& أَصْحَابُ ةOٹإspgù:$# ﴾ (٢).
وحديث سهل بن سعد الساعدي، قال: قال رسول الله - ﷺ - يوم أحد: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)(٣).
دعاء النبي - ﷺ - لقومه بالمغفرة في ظاهر الحديث يعارض النهي عن الاستغفار للمشركين في الآية، ولكن إذا نظر الباحث في الروايات الأخرى للحديث وجد أن سبب نشوء موهم التعارض هو إهمال الروايات الأخرى الكاشفة لهذا الموهم(٤).
٣- عدم إكمال الدليل:

(١) انظر ص (٣٢٤).
(٢) سورة التوبة: الآية (١١٣).
(٣) أخرجه ابن أبي عاصم في الأحاد والمثاني (٤/١٢٣)، وصحيح ابن حبان (٣/٢٥٤)، والطبراني في الكبير (٦/١٢٠، ١٦٢)، وشعب الإيمان للبيهقي(٢/١٦٤)، ودلائل النبوة (٣/٢١٥)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/١١٧) رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، قال أبو حاتم رضي الله عنه في صحيح ابن حبان (٣/٢٥٥): يعني هذا الدعاء أنه قاله يوم أحد لما شج وجهه قال ( اللهم اغفر لقومي).
(٤) انظر ص (٣١٢ ).

وإلى هذا القول ذهب جمهور المفسرين كالزّجاج(١)، والنّحاس(٢)، والسمرقندي(٣)، والسمعاني(٤)، والزمخشري(٥)، والفخر الرازي(٦)، والعزّ بن عبد السلام(٧)، والرازي
في أنموذج الجليل(٨)، والبيضاوي(٩)، والنسفي(١٠)، والخازن(١١)، وابن جزي(١٢)، وابن تيمية(١٣)، وابن القيِّم(١٤)، وابن ريان(١٥)، وابن كثير(١٦)، وابن حجر(١٧)، والبقاعي(١٨)، وأبي السعود(١٩)، والخفاجي(٢٠)، والجمل(٢١)، والألوسي(٢٢)، والقاسمي(٢٣)، ومحمد رشيد رضا(٢٤)، وابن سعدي(٢٥)، وابن عاشور(٢٦).
(١) انظر معاني القرآن وإعرابه (٢/٤٠٦-٤٠٧).
(٢) انظر إعراب القرآن للنحاس (٢/١٨١).
(٣) انظر تفسير السمرقندي (٢/١٣).
(٤) انظر تفسير القرآن للسمعاني (٢/٢٥٥).
(٥) انظر الكشاف للزمخشري (٢/١١٩).
(٦) انظر مفاتيح الغيب (١٥/١١٢).
(٧) انظر تفسير القرآن للعز بن عبد السلام (١/٥٢٨)، وفوائد في مشكل القرآن (١٢٧).
(٨) انظر أنموذج الجليل (١٦٥).
(٩) انظر تفسير البيضاوي (٣/٥٤).
(١٠) انظر تفسير النسفي (٢/١٤٢).
(١١) انظر لباب التأويل (٢/٣٠١).
(١٢) انظر التسهيل لابن جزي (٢/١١٥).
(١٣) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (٢/٣٣٢، ٣٧٥).
(١٤) انظر زاد المعاد (٣/١٦٣).
(١٥) انظر الروض الريان (١/٧٨).
(١٦) انظر تفسير ابن كثير (٤/٣٠).
(١٧) انظر فتح الباري (١٣/٦٦٣).
(١٨) انظر نظم الدر للبقاعي (٩/٢٤٣).
(١٩) انظر تفسير أبي السعود (٤/١٣).
(٢٠) انظر حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٤/٤٥٠ - ٤٥١ ).
(٢١) انظر الفتوحات الإلهية (٢/٢٣٥).
(٢٢) انظر روح المعاني (٩/١٨٥).
(٢٣) انظر محاسن التأويل للقاسمي (٤/٢١).
(٢٤) انظر تفسير المنار (٩/٥١٦ - ٥١٧).
(٢٥) انظر تفسير ابن سعدي (٢/٦١١).
(٢٦) انظر التحرير والتنوير (٩/٢٩٤ - ٢٩٦).

٣ - الاستدلال بحديث جعل تعليم القرآن عوضاً عن المهر في النكاح، فيجاب عنه بأن هناك فرقاً بين المهر والأجر، فالمهر ليس بعوض محض، وإنما وجب نِحلة وصلة، ولهذا جاز خلو العقد عن تسميته، وصح مع فساده، بخلاف الأجر في غيره(١).
٤ - حمل أحاديث المنع من أخذ الأجرة على ما كان القصد فيه التبرع والاحتساب لا يخفى ما فيه من تكلف مع وضوح النهي والتحذير من الأخذ في الأحاديث.
ولكن متى ما خشي من ظهور الفتور والتواني في تعليم القرآن والعلوم الشرعية، وقلَّ من يُعلِم احتسابا، واشتغل المعلمون بأمور معيشتهم، فلم يتفرغوا لتعليم العلم، جاز أخذ الأجرة على التعليم لحفظ القرآن والعلوم الشرعية من الضياع، ومراعاة للمصلحة العامة للأمة، وعند الضرورة تباح المحظورات.
وهذا القول ذهب إليه المتأخرون من الحنفية(٢)، والشافعية(٣)، وإحدى الروايات عن أحمد(٤)، واختاره ابن تيمية(٥)، والشنقيطي(٦).
قال الإمام أحمد: التعليم أحب إلي من أن يتوكل لهؤلاء السلاطين، ومن أن يتوكل لرجل من عامة الناس في ضيعة، ومن أن يستدين ويتجر، لعله لا يقدر الوفاء، فيلقى الله تعالى بأمانات الناس، التعليم أحب إلي(٧).
وقال ابن تيمية: ولهذا لَمّا تنازع العلماء في أخذ الأجرة على تعليم القرآن ونحوه: كان فيه ثلاثة أقوال في مذهب الإمام أحمد، وغيره: أعدلها أنه يباح للمحتاج قال أحمد: أجرة التعليم خير من جوائز السلطان، وجوائز السلطان خير من صلة الإخوان.
(١) انظر المغني (٨/١٣٩).
(٢) انظر المبسوط (١٦/٣٨)، والبحر الرائق (٨/١٩).
(٣) انظر المجموع (١٥/٢٧٨).
(٤) انظر المغني (٨/١٣٦).
(٥) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (٣٠/١٩٣).
(٦) انظر أضواء البيان (٣/٢٢).
(٧) انظر المغني (٨/١٣٦).

من علم الرمي ثم تركه... عقبة بن عامر... ٢٣٠
من قتل قتيل فله كذا وكذا... ابن عباس... ١٩١
من كان حالفاً... ابن عمر... ٣٨٨
مولى القوم من أنفسهم... أبو رافع... ٢٧٢
الندم التوبة... ابن مسعود، أنس بن مالك... ٢٢٩
نور أنى أراه... أبو ذر... ١٣٢
هل قرأ معي أحد منكم آنفاً... أبو هريرة... ، ١٨٩، ١٩٠
هو مسجدكم هذا... أبو سعيد الخدري... ، ٥٤، ٣٠٣
هو مسجدي هذا... أبو سعيد الخدري... ، ٣٠٣
هي النخلة... أنس بن مالك... ٣٨١
وإذا أردت بقوم فتنة... معاذ بن جبل... ٣٧٠
وهل ترك لنا عقيل من رباع... أسامة بن زيد... ٢٢٦
ويحك يا ثعلبة... أبو أمامة... ، ٣٠٠، ٣٠٢
يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح... أبو سعيد الخدري... ، ٣٣٨
يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً... أبو ذر... ٣٥٥
يا أبا هريرة ما فعل أسيرك... أبو هريرة... ٥٩
يا بلال حدثني بأرجى عمل... أبو هريرة... ٩٨
يا بني هاشم إن الله حرم عليكم... أبو الحوراء... ٢٧٢
يا رب إن تهلك هذه العصابة... ابن عباس... ، ٥٠، ٢٠٣
يا عائشة، ما يؤمنني... عائشة... ، ٢١١
يا عبد الرحمن بن سمرة... عبد الرحمن بن سمرة... ، ٣٥٦
يا عمر نعما بالمال الصالح... عمرو بن العاص... ٢٥٥
يا غلام إني أعلمك كلمات... ابن عباس... ٣٧٢
يا معشر الأنصار هل ترون أوباش... أبو هريرة... ٢٢٤
يخرج قوم من النار بشفاعة... عمران بن حصين... ٣٤٧
يخرج قوم من النار بعدما يصبهم... أنس بن مالك... ٣٤٦
اليد العليا خير من اليد السفلى... ابن عمر... ٢٥٠
يلقى إبراهيم أباه آزر... أبو هريرة... ٣١٧
ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا... أبو سعيد الخدري، أبو هريرة... ٣٣٨
فهرس الآثار
طرف الأثر... الراوي... الصفحة
أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم... ابن عباس... ١٣٣
أتيت خباباً وقد اكتوى سبعاً... قيس... ٣٦٧
أخرجهم من ظهر آدم... عطاء... ١٥١
إذا حدثتكم بحديث... ابن مسعود... ١٣
أربعة آلاف درهم فما دونها... علي بن أبي طالب... ٢٥٨
إلا أن يكون عبداً... جابر بن عبد الله... ٢٤٦
أمر الله به نبيه - ﷺ - أن يكون ذلك منه... الضحاك... ٣٩٢
إن الآية نزلت في رجال... الضحاك... ٢٨٣
إن الله خلق آدم عليه السلام... ابن عباس... ١٥٠
إن الله سبحانه بدأ خلق ابن آدم... ابن عباس... ٦٧


الصفحة التالية
Icon