أن يأتي دليل يعارض في ظاهره دليلاً آخر ويكون السبب في وقوع موهم التعارض عدم إكمال القصة مثلاً في إحدى الدليلين ولو أكملت زال الإشكال بين الدليلين.
مثال ذلك: قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ (#ûqçR%ں٢ أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ ِNهk®Xr& أَصْحَابُ ةOٹإspgù:$# ﴾ (١).
وما روى عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لَمّا حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي - ﷺ - وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال النبي - ﷺ - :(أي عم قل لا إله إلا الله، أحاج لك بها عند الله)، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال: النبي - ﷺ - :(لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك)(٢).
فالآية فيها النهي عن الاستغفار للمشركين والحديث فيه وعد النبي - ﷺ - لعمه أبي طالب بالاستغفار، ولكن لو نظر في أصل الدليل لوجد أن وعد النبي - ﷺ - لعمه أبي طالب كان قبل نزول الآية، لأنه جاء في تكملة الحديث: فأنزل الله عز وجل: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ (#ûqمZtB#uن أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ (#ûqçR%ں٢ أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ ِNهk®Xr& أَصْحَابُ ةOٹإspgù:$# ﴾ فكان سبب نشوء موهم التعارض هو عدم إكمال الدليل(٣).
٤- المبالغة في القول بسبب النزول:

(١) سورة التوبة: الآية (١١٣).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب تفسير سورة التوبة، رقم (٤٦٧٥)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، رقم (٢٤).
(٣) انظر ص (٣٠٩).

قال الزجاج: فأعلم الله - عزّ وجلّ - أنّ كفًّا من تراب أو حصى لا يملأ عيون ذلك الجيش الكثير برمية بشر، وأنّه عزّ وجلّ تولى إيصال ذلك إلى أبصارهم، فقال عزّ وجلّ:
﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ﴾ أي لم يصب رميك ذاك ويبلغ ذلك المبلغ بك، إنّما الله عزّ وجلّ تولى ذلك، فهذا مجاز ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ (١) (٢).
قال ابن تيمية: فإنّ النّبيّ - ﷺ - كان قد رمى المشركين بقبضة من تراب، وقال: (شاهت الوجوه)(٣) فأوصلها الله إلى وجوه المشركين وعيونهم، وكانت قدرة النّبيّ - ﷺ - عاجزة عن إيصالها إليهم، والرّمي له مبدأ، وهو الحذف، ومنتهى وهو الوصول، فأثبت الله لنبيّه المبدأ بقوله: ﴿ إِذْ رَمَيْتَ ﴾ ونفى عنه المنتهى، وأثبته لنفسه بقوله: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾، وإلا فلا يجوز أن يكون المثبت عين المنفي، فإنّ هذا تناقض(٤).
القول الثّاني:
إنّ المراد بالرّمي المنفي عن الرّسول - ﷺ - هو تقدير هذا الرّمي وإيجاده فالمقدّر له والموجد له في الحقيقة هو الله تعالى، وأمّا الرّمي المثبت للرّسول عليه الصّلاة والسّلام هو ما قام به الرّسول - ﷺ - من الرّمي اكتسابًا وقصدًا مِمّا قدّره الله عزّ وجلّ له.
وإليه ذهب ابن عطية(٥)، والقرطبي(٦)، وزكريا الأنصاري(٧).
قال القرطبي : إعلاماً بأن الله تعالى هو المميت والمقدر لجميع الأشياء وأن العبد إنما يشارك بتكسبه وقصده(٨).
القول الثّالث:
(١) سورة الأنفال: الآية (١٧).
(٢) معاني القرآن وإعرابه (٢/٤٠٦ - ٤٠٧).
(٣) سبق تخريجه ص (٥٠).
(٤) مجموع فتاوى ابن تيمية (٢/٣٧٥).
(٥) انظر المحرر الوجيز (٦/٢٤٩).
(٦) انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٧/٣٦٧).
(٧) انظر فتح الرحمن لزكريا الأنصاري (١٥٦).
(٨) الجامع لأحكام القرآن (٧/٣٦٦-٣٦٧).

وأصول الشريعة كلها مبنية على هذا الأصل، أنه يفرق في المنهيات بين المحتاج وغيره، كما في المأمورات، ولهذا أبيحت المحظورات عند الضرورة، لا سيما إذا قدر أنه يعدل عن ذلك إلى سؤال الناس، فالمسألة أشد تحريماً، ولهذا قال العلماء: يجب أداء الواجبات، وإن لم تحصل إلا بالشبهات، كما ذكر أبو طالب، وأبو حامد: أن الإمام أحمد سأله رجل، قال: إن ابناً لي مات، وعليه دين، وله ديون أكره تقاضيها، فقال الإمام أحمد: أتدع ذمة ابنك مرتهنة؟ يقول: قضاء الدين واجب، وترك الشبهة لأداء الواجب هو المأمور.
ولهذا اتفق العلماء على أنه يرزق الحاكم وأمثاله عند الحاجة، وتنازعوا في الرزق عند عدم الحاجة، وأصل ذلك في كتاب الله في قوله في ولي اليتيم: ﴿ وَمَنْ كَانَ $w‹دYxî فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ #[ژچة)sù فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ (١).
وهكذا يقال في نظائر هذا، إذ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، والورع ترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما، ودفع شر الشرين وإن حصل أدناهما(٢).
مجيء هود عليه السلام بالآيات والمعجزات
الآية:
قوله تعالى: ﴿ قَالُوا يَا هُودُ مَا $sYoKّ¤إ_ بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ 'إ١ح'$tFخ/ $sYدGygد٩#uن عَنْ y٧د٩ِqs% وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ (٣).
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: (ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)(٤).
وجه موهم التعارض بين الآية والحديث:
(١) سورة النساء: آية (٦).
(٢) مجموع فتاوى ابن تيمية (١٥/١٩٢-١٩٣).
(٣) سورة هود: آية (٥٣).
(٤) سبق تخريجه ص (٣٢).

إن حاطب بن أبي بلتعة... ابن عباس... ٢٨٣
أن رجلاً يقال له... ابن عباس... ٢٨٢
إن محمداً - ﷺ - قد رأى ربه... أنس بن مالك... ١٣٣
أن من ابتدأ الله خلقه للضلالة... محمد بن كعب... ٦٧
أنزل النبي - ﷺ - وفد ثقيف... ابن جريج... ٢٤٢
ابتدأ الخلق يوم الأحد... الضحاك... ١١٢
بدأ الخلق يوم الأحد... مجاهد... ١١٢
بدأ الله خلق السماوات... كعب الأحبار... ١١٢
بدأ الله في خلق السماوات... عبد الله بن سلام... ١١١
بعث رسول الله خيلاً... أبو هريرة... ، ٢٤٢
بلغنا أن أبويه وأخوته... ابن جريح... ٣٦٣
ثم نسخ ذلك بعد... قتادة... ٣٩٢
جمعهم يومئذ جميعاً... أبي بن كعب... ١٥١
خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما... خالد بن أسلم... ٢٥٦
الذي بني فيهم المسجد... عروة بن الزبير... ٣٠٦
شجرة في الجنة تثمر في كل وقت... ابن عباس... ٣٨٣
فالأجل الأول: أجل العبد... ابن عباس... ٨١
فلبث رسول الله - ﷺ - في بني عمرو... عروة بن الزبير... ٣٠٦
فنسختها الآية التي تليها... عكرمة والحسن... ٢١٨
قال رسول الله - ﷺ - حين التقى الجمعان... السدي... ٢٠١
قل لكاتبك أن يقرأ لنا كتاباً... أبو موسى الأشعري... ٢٤٤
كان هذا قبل القتال... مجاهد وقتادة... ٣٩٢
كانوا يقولون: ينجو من النار بالعفو... سفيان بن عيينة... ٩٧
كل ساعة بالليل والنهار... ابن عباس... ٣٨٢
كنت عند قبر رسول الله - ﷺ -... النعمان بن بشير... ٢٤٠
لا، كان عمله ديمة... عائشة... ١٧٣
لما دنا القوم بعضهم من بعض... محمد بن كعب... ٢٠١
لما طعن عمر رضي الله عنه... سعيد بن المسيب... ٨٣
اللهم إن كنت كتبت علي شقوة... عمر بن الخطاب... ٨٣
اللهم إن كنت كتبتني في أهل الشقاء... ابن مسعود... ٨٣
ليأتين على جهنم يوم... عبد الله بن عمرو... ٣٤٥
ليس بكنز إذا أديت زكاته... بشر بن ربيعة... ٢٥٥
المؤمن لا يزال يخرج منه العمل الطيب... ابن عباس... ٣٨٤
ما أحمق هؤلاء القوم... الحسن... ٨٧
ما أديت زكاته فليس بكنز... ابن عمر... ٢٥٥
ما أديت زكاته فليس بكنز... عكرمة... ٢٥٦
ما اختصنا رسول الله - ﷺ -... ابن عباس... ٢٧٢


الصفحة التالية
Icon