د - وكيف أمكن للأرض أن تتّسع لحمل هذا الخلق في مكان واحد وفي فترة واحدة(١).
هـ - إن هذا القول يخالف عدد مرّات إحياء الخلق وإماتتهم كما جاء في قوله تعالى:
﴿ رَبَّنَا $sYFtBr& اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ (٢) (٣).
٣ - كيف يكون الخطاب لهؤلاء الذّرّ، ومن كان خلقه بهذا الحجم فكيف يعقل ما يقال له(٤).
٤ - إن هؤلاء الذّرّ هم أصغر من الأطفال فإذا كان الأطفال لا تقوم عليهم الحجّة فكيف تقوم على هؤلاء الذّرّ(٥).
٥ - إن هذا الكلام الوارد في الآية من الاعتذار بسبب الشّرك لا يصلح أن يكون حديثًا عن أولاد آدم عليه السّلام(٦).
٦ - إن القول بالميثاق الأوّل يستلزم التّسلسل في المواثيق، فقد يكون قبل هذا الميثاق ميثاق آخر قد نسوه أيضًا ولا يتذكرونه، وهكذا(٧).
٧ - على القول بالميثاق الأوّل فهذا يفتح باباً لإعذار هؤلاء المخالفين له يوم القيامة، حيث يمكنهم القول أنّ ذلك الإقرار عن اضطرار أو عن توفيق من الله تعالى، فإن كان عن اضطرار فقد وكّلنا في هذه الحياة إلى آرائنا فضلننا الطّريق، وإن كان عن توفيق فقد حُرِمنا التوفيق في الدنيا، وبذلك لا يكون عليهم حجّة(٨).
الدّراسة والتّرجيح
سلك العلماء - رحمهم الله كما تقدّم - تجاه موهم التّعارض مسلكين: مسلك تفسير القرآن بالحديث ومسلك التّأويل لظاهر الآية على أنّه من باب التّمثيل.
(٢) سورة غافر: الآية (١١).
(٣) انظر تفسير السمرقندي (١/٥٧٦)، ومفاتيح الغيب (١٥/٤١)، وروح المعاني (٩/١٠٨).
(٤) انظر تفسير السمرقندي (١/٥٧٦)، ومفاتيح الغيب (١٥/٤٠).
(٥) انظر مفاتيح الغيب للرازي (١٥/٤٠).
(٦) نفس المصدر السابق (١٥/٤٠).
(٧) انظر المصدر السابق (١٥/٤١).
(٨) انظر كتاب الميسر شرح مصابيح السنة (١/٦١)، شرح الطيبي (٢/٥٨٣)، وحاشية الخفاجي على تفسير البيضاوي (٤/٤٠١).