أما عن قولهم ظاهر الآية مقدّم على ظاهر الحديث فهذا مسلّم به، ولكن كيف يمكن حمل ظاهر الأحاديث التي تنصّ نصًّا صريحًا بإخراج الذّرّيّة من ظهر آدم وأخذ الميثاق على آدم وذرّيّته وليس في الآية ذكر لآدم عليه السّلام، ولا يخفى أنّ السّنَّة جاءت مفسّرة للقرآن ومبيّنة له ﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ) ﴾ (١)، ونحن إذا قلنا بهذا القول ترجح الجمع بين ظاهر الآية وظاهر الحديث على إعمال أحدهما دون الآخر.
٢ - قالوا: إنّ إيجادهم عند أخذ الميثاق عليهم في صور الذّرّ يستلزم مخالفة ابتداء خلق الإنسان وأنّه كان من نطفة.
الجواب على ذلك:
نقول لا نسلّم لكم بذلك لأنّ الخلق من نطفة جاء لبيان خلق الإنسان في الدّنيا وليس المراد أنه أول إخراج لبني آدم.
٣ - قالوا: باستحالة جمع الذّرّ كلّه في ظهر آدم عليه السّلام.
الجواب على ذلك:
أنّ الذّرّ أخرج من أصلاب آبائهم بالتّدرّج وهكذا وليس من ظهر آدم عليه السلام، ثم مع القول به فإن ذلك ليس على الله بعزيز.
٤ - قالوا: إنّ ذلك القول يستلزم القول بالتّناسخ.
الجواب على ذلك:
إنَّنا لا نسلّم بهذا القول لأنّ هناك فرقاً بين التّناسخ الذي يلزم منه المكث الطويل في الحياة وما نحن فيه من إيجاد الخلق وإشهادهم على أنفسهم في فترة قصيرة ثم إرجاعهم إلى ظهور آبائهم.
٥ - قالوا: كيف يمكن للأرض أن تتّسع لهؤلاء الخلق كلّهم في وقت واحد.
الجواب على ذلك:
أنّ الخلق عندما أوجدهم الله تعالى أوجدهم في صور الذّرّ ولم يوجدهم في صورهم الحقيقيّة، فكيف لا يمكن للأرض أن تتّسع لهذا الذّر الذي لا يتجاوز حجم النّحلة.
٦ - قالوا: إنّ ذلك القول يخالف عدد مرّات الإحياء والإماتة التي جاءت في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا $sYFtBr& اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ (٢).
الجواب على ذلك:
(٢) سورة غافر: الآية (١١).