أنّ هذا القول من كلام الكفّار وهو على حسب ظنونهم وعلمهم وليس من كلام المؤمنين.
٧ - قالوا: كيف يكون لمن كان في حجم الذّرّ عقل يعقل به حتى يخاطب.
الجواب على ذلك:
أنّ هؤلاء وإن كانوا في حجم الذّر إلا أنّ الله تعالى وهب لهم العقل الذي يعقلون به ويفهمون ما يقال لهم، كما جعل للنّملة عقل تعقل به ﴿ قَالَتْ ط's#ôJtR يَا أَيُّهَا النَّمْلُ (#qè=نzôٹ$# مَسَاكِنَكُمْ ﴾ (١) وغيرها.
٨ ـ قالوا: إنّ هؤلاء الذّرّ أصغر من الأطفال فإذا كان الأطفال لا تقوم عليهم الحجّة فهؤلاء الذّرّ من باب أولى لا تقوم عليهم حجة.
الجواب على ذلك:
أنّ هؤلاء الذّرّ وإن كانوا أصغر حجمًا من الأطفال إلا أنّ الله تعالى قد وهبهم عقولاً يعقلون بها، وبها تقوم عليهم الحجّة ولكن بعد قيام الميثاق الثّاني عليهم وهو إرسال الرّسل كما بيّنّاه سابقًا.
٩ - قالوا: إنّ الاعتذار بشرك الآباء لا يناسب أن يكون حديثًا عن أولاد آدم عليه السّلام.
الجواب على ذلك:
أنّه لا يسلّم بأنّ الذين في الميثاق هم أولاد آدم عليه السّلام الذين خرجوا من صلبه بل هناك منهم أبناء أبنائه إلى نهاية الخلق فمنهم من كان أبوه مشركًا فاعتذر بهذا.
١٠ - قالوا: إنّ القول بهذا الميثاق يستلزم منه التّسلسل في المواثيق.
الجواب على ذلك:
كيف يستلزم التّسلسل وقد ثبت لكل ميثاق سبب، فأخذ عليهم الميثاق الأوّل عند خلق أبيهم ثم كان الميثاق الثّاني بعد توالدهم في الدنيا وهكذا.
١١ - قالوا: إنّ القول بالميثاق الأوّل يكون مدخلاً للمخالفين للاعتذار يوم القيامة، لأنّ ذلك الإقرار منهم إمّا أن يكون عن اضطرار أو توفيق من الله تعالى.
الجواب على ذلك: