وهذا القول هو ما ذهب إليه الإسماعيلي(١) (٢)، والداودي(٣) (٤)، والقاضي عياض(٥)، والقرطبي في المفهم(٦)، والتوربشتي(٧)، والبيضاوي(٨)، وابن كثير(٩)، وابن حجر(١٠)، وملا علي قارئ(١١).
ويؤيد هذا القول حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله - ﷺ - سألوه عن الساعة متى الساعة ؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: (إن يعش هذا لم يدركه الهرم، قامت عليكم ساعتكم)(١٢)، فهذا فيه الدلالة على أن المراد بالساعة في حديث أنس هو ساعة الحاضرين وهو موتهم، وليس يوم القيامة.
قال القرطبي عن حديث عائشة رضي الله عنها: هذه الرواية رواية واضحة وهي المفسرة لكل ما يَرِد في هذا المعنى من الألفاظ المشكلة، كقوله في حديث أنس رضي الله عنه: (حتى تقوم الساعة)، فإنه يعني به: ساعة المخاطبين وقيامتهم(١٣).

(١) أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني الإسماعيلي الشافعي، أبو بكر شيخ الشافعية في زمانه، توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (١٦/٢٩٢)، وشذرات الذهب (٤/٣٧٩).
(٢) نقل ذلك عنه ابن حجر في الفتح (١٠/٦٨٢).
(٣) محمد بن داود بن محمد الدَّاودي المروزي الصيدلاني، أبو بكر، توفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة بعد الهجرة، انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (٤/١٤٨)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله (١٥٢).
(٤) انظر فتح الباري (١٠/٦٨٣).
(٥) انظر إكمال المعلم (٨/٥٠٨).
(٦) انظر المفهم (٧/٣٠٤).
(٧) انظر كتاب الميسر في شرح مصابيح السنة (٤/١١٨١).
(٨) نقل ذلك عنه الطيبي في شرح مصابيح السنة (١١/٤٨٢).
(٩) انظر تفسير ابن كثير (٣/٥٢٢).
(١٠) انظر فتح الباري (١٠/٦٨٢).
(١١) انظر مرقاة المفاتيح (٩/٤٤٦).
(١٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، رقم (٢٩٥٢).
(١٣) المفهم (٧/٣٠٤) باختصار.


الصفحة التالية
Icon