الذي يظهر والله تعالى أعلم أن الراجح هو الجواب الأول من مسلك الجمع، فإن نفي علم الغيب في الآية جاء عن العلم الذي لم يُقدِّر الله تعالى أن يُطْلِعه عليه، أما ما جاء من الأخبار التي أخبر عنها عليه الصلاة والسلام من الغيبيات فهذه مما أطلعه الله عليه تبارك وتعالى، كما قال سبحانه عَالِمُ ﴿ : الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ (١) وبذلك يندفع لنا موهم التعارض بين الآية والأحاديث.
أما الأجوبة الأخرى فيجاب عنها بما يلي:
أولاً : مسلك الجمع :
١- الجواب الثاني والرابع في تخصيص الغيب المنفي علمه في الآية بموعد قيام الساعة أو العلم المفيد لجلب المنافع ودفع المضار يُشكِل عليه قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤) ﴾ (٢).
ففي هذه الآية زيادة في العلم الذي لا يعلمه عليه الصلاة والسلام عمَّا ذكره أصحاب الجواب الثاني والرابع.
٢- أما الجواب الثالث فهو مؤيد لاستمرار عدم علمه عليه الصلاة والسلام بالغيب إلا ما يطلعه الله تعالى عليه.
٣- الجواب الخامس لا يعارض القول الراجح بل هو في معناه.
ثانياً : مسلك النسخ:
يستلزم القول به معرفة المتقدم من المتأخر لمعرفة الناسخ من المنسوخ، والله تعالى أعلم.
إكثار النّبيّ - ﷺ - من العمل الصّالح
الآية:
قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ كNِژnYٍ٦tGَ™]w مِنَ الْخَيْرِ ﴾ (٣).
الحديث:

(١) سورة الجن: آية (٢٦ - ٢٧).
(٢) سورة لقمان: آية (٣٤).
(٣) سورة الأعراف: الآية (١٨٨).


الصفحة التالية
Icon