لذلك فالذي يظهر في المراد بالخير في الآية العموم لكلّ خير من أمور الدّين والدّنيا، وهو ما جاء تفسيره عن جمهور المفسرين(١) ولا يخصّص ذلك الخير إلا بدليل، وما جاء عن بعض المفسّرين من تخصيص فلعلّه من باب التمثيل للمراد من الخير(٢).
إنذار الرّسول - ﷺ - للمؤمنين والكافرين
الآية:
قوله تعالى: ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ضژچد±o٠ur لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ (٣).
الحديث:
عن جابر بن عبد الله أنّ النّبيّ - ﷺ - قال: (أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي) ثم ذكر منها (وكان النّبيّ يُبعث إلى قومه خاصّة وبُعثت إلى النّاس عامّة)(٤).
وجه موهم التّعارض بين الآية والحديث:
ظاهر الحديث أنّ النّبيّ - ﷺ - بعث منذراً ومبشراً لجميع النّاس، وظاهر الآية فيه تخصيص الإنذار والبشارة بالمؤمنين دون الكافرين، فما وجه هذا التّخصيص في الآية ؟ وما السبيل إلى دفع موهم التعارض بين الآية والحديث ؟
مسالك العلماء تجاه موهم التّعارض
(٢) انظر معاني القرآن للفراء (١/٤٠٠)، معاني القرآن للزجاج (٢/٣٩٤)، وإعراب القرآن للنحاس (٢/١٦٦)، وتفسير الماوردي (٢/١٨٨)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٧/٣٢٠).
(٣) سورة الأعراف: الآية (١٨٨).
(٤) سبق تخريجه ص (٢٦).