سلك العلماء - رحمهم الله تعالى - في الجواب على موهم التّعارض مسلك الجمع بين الآية والحديث، وتعددت أقوالهم إلى خمسة أقوال.
القول الأوّل:
إنّ متعلق (نذير) و(بشير) هو (لقوم يؤمنون) للمؤمنين، وخصّ ذلك بالمؤمنين دون الكافرين لأنّهم هم المنتفعون بهذا الإنذار والتّبشير.
واختار هذا القول ابن جزي(١)، وأبو حيان(٢)، ومحمد صديق خان(٣)، وابن سعدي(٤).
القول الثّاني:
إنّ قوله: (لقوم يؤمنون) ليس المراد به المؤمنين فقط، إنّما الخطاب فيه لمن يطلب منهم الإيمان، ويشمل ذلك المؤمن والكافر(٥).
وجوّز ابن عطيّة حمل الآية على هذا القول والقول الثّالث(٦).
القول الثّالث:
إنّ متعلّق (بشير) هو (لقوم يؤمنون) أي للمؤمنين، ومتعلّق (نذير) محذوف تقديره نذير لقوم يكفرون، وحذف ليطهر اللسان منه، وهذا كما حذف المعطوف في قوله: ﴿ ں@‹خ/¨uژ| تَقِيكُمُ الْحَرَّ ﴾ (٧) أي والبرد.
(٢) انظر البحر المحيط (٤/٤٣٧).
(٣) انظر فتح البيان (٥/٩٦).
(٤) انظر تفسير ابن سعدي (٣/٥٩٨).
(٥) انظر المحرر الوجيز (٦/١٧١)، البحر المحيط (٤/٤٣٧).
(٦) انظر المحرر الوجيز (٦/١٧١).
(٧) سورة النحل: الآية (٨١).