وجوّز حمل الآية على هذا القول والقول الأوّل الزّمخشري(١)، والرازي في أنموذج الجليل(٢)، والبيضاوي(٣)، والنسفي(٤)، وأبو السّعود(٥)، والخفاجي(٦)، والشوكاني(٧)، والألوسي(٨)، والقاسمي(٩)، وابن عاشور(١٠)، وفسّر ابن جرير هذه الآية على هذا القول(١١).
القول الرابع:
إنّ متعلّق (بشير) هو (لقوم يؤمنون)، ومتعلّق (نذير) محذوف تقديره: نذير للعالم أجمع(١٢).
القول الخامس:
إنّه نذير وبشير للمؤمنين والكافرين وأنّه ذكر إحدى الطّائفتين وترك الثّانية لأنّ ذكر إحداهما يفيد ذكر الأخرى، كقوله: ﴿ ں@‹خ/¨uژ| تَقِيكُمُ الْحَرَّ ﴾ (١٣).
وجوّز الرّازي حمل الآية على هذا القول والقول الأوّل(١٤).
الدّراسة والتّرجيح
الذي يظهر مِمّا تقدّم أنّ الراجح - والله تعالى أعلم - هو القول الأوّل وإنّ متعلّق (نذير) و(بشير) هو (لقوم يؤمنون)، وخصهم بالذكر دون الكافرين لأنهم هم المنتفعون بذلك.
ولا يعارض هذا القول ما جاء في حديث جابر السّابق(١٥)، ولا ما جاء في قوله تعالى:
(٢) انظر أنموذج الجليل (١٦١).
(٣) انظر تفسير البيضاوي (٣/٤٥).
(٤) انظر تفسير النسفي (٢/١٢٩).
(٥) انظر تفسير أبو السعود (٣/٣٠٢).
(٦) انظر حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٤/٤١٧).
(٧) انظر فتح القدير (٢/٢٧٤).
(٨) انظر روح المعاني (٩/١٣٧).
(٩) انظر تفسير القاسمي (٣/٦٧٧).
(١٠) انظر التحرير والتنوير (٩/٢٠٩).
(١١) انظر تفسير الطبري (٩/١٧٨).
(١٢) انظر البحر المحيط (٤/٤٣٧).
(١٣) سورة النحل: الآية (٨١).
(١٤) انظر مفاتح الغيب (١٥/٦٩).
(١٥) انظر ص (١٧٧).