جاء في سبب نزولها عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أُحد إلى النبي - ﷺ - يريده، فاعترض له رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله - ﷺ - فخلوا سبيله فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، ورأى رسول الله - ﷺ - ترقوة(١) أبي من فرجة بين سابغة(٢) الدرع(٣) والبيضة(٤) فطعنه بحربته(٥)

(١) التَّرْقُوَةُ بفتح التاء: العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق، انظر مختار الصحاح (٤٦)، ولسان العرب (٢/٣١).
(٢) السَّابِغةُ بفتح السين: الدِّرع الواسعة، انظر مختار الصحاح (١٤١)، ولسان العرب (٦/١٦٠).
(٣) الدِّرْعُ بكسر الدال: نوع من اللباس، انظر معجم مقايس اللغة (٣٣٣)، والصحاح (٣/١٠٠٤).
(٤) البَيْضَةُ بفتح الباء: هي الخوذة شكلها مثل البيضة، يضعها المقاتل على رأسه في القتال، انظر النهاية في غريب الحديث (٤/١١٤، ١٢٦)، ولسان العرب (١/٥٥٢).
(٥) الحَرْبَة بفتح الحاء: الآلة من السلاح دون الرمح، انظر معجم البلدان (٢/٢٣٧)، ولسان العرب (٣/١٠٠)..

نسب القرطبي هذا القول إلى ثعلب(١) (٢)، وجوّزه النّحّاس(٣)، وابن عطيّة ونسبه إلى المهدوي(٤) (٥).
قال ابن عطية: ويحتمل أن يريد وما رميت الرعب في قلوبهم إذ رميت حصياتك ولكن الله رماه، وهذا منصوص في المهدوي وغيره(٦).
القول الخامس:
إنّ المنفي هو ظفر الرّسول - ﷺ - بالمشركين، والمثبت هو إرسال النبي - ﷺ - التراب.
ذهب إلى هذا القول أبو عبيدة(٧) (٨)، وأبو حيان(٩)، وجوّزه ابن عطيّة(١٠)، والعزّ بن عبد السّلام(١١).
قال أبو حيان: وقوله ﴿ وَمَا رَمَيْتَ ﴾ نفي و ﴿ إِذْ رَمَيْتَ ﴾ إثبات، فاحتيج إلى تأويل، وهو أن يغاير بين الرميين فالمنفي الإصابة والظفر والمثبت الإرسال(١٢).
القول السادس:
(١) أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني العبسي، أبو العباس، علامة الأدب، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (١٤/٥)، شذرات الذهب (٣/٣٨٣).
(٢) انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٧/٣٦٨)، وفتح القدير (٢/٢٩٥)، وفتح البيان (٥/١٤٩).
(٣) انظر إعراب القرآن للنّحاس (٢/١٨١).
(٤) أحمد بن عمار بن أبي العباس المهدوي، توفي سنة أربعين وأربعمائة بعد الهجرة، انظر بغية الوعاة (١/٣٥١)، والوافي بالوفيات (٧/٢٥٦).
(٥) انظر المحرر الوجيز (٦/٢٥٠).
(٦) المحرر الوجيز (٦/٢٥٠).
(٧) معمر بن المثنى التيمي الرقَّاشي البصري، اللغوي النحوي، توفي سنة عشر ومائتين بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (٩/٤٤٥)، شذرات الذهب (٣/٥٠).
(٨) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة (١/٢٤٤).
(٩) انظر البحر المحيط (٤/٤٧٧).
(١٠) انظر المحرر الوجيز (٤/٢٥٠).
(١١) انظر تفسير القرآن للعزّ بن عبد السلام (١/٥٢٩).
(١٢) البحر المحيط (٤/٤٧٧).

فيقال: هذا جحود على لسان قوم هود عليه السلام وليس من كلام الله سبحانه، كما دل عليه قوله: ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ ِNخkحh٥u' ﴾ وعلى هذا يزول موهم التعارض.
وهناك جواب قد يكون أوضح مما تقدم، وبه فسَّر كثير من المفسرين الآية(١) وهو أن نفي قومه للآيات كان نفياً لعدم وضوحها واقتناعهم بها، فقالوا هذا الكلام على سبيل الاستكبار والعناد، وإلا هم في الحقيقة معترفون بمجيء هود عليه السلام بالآيات.
قال البغوي: ﴿ قَالُوا يَا هُودُ مَا $sYoKّ¤إ_ بِبَيِّنَةٍ ﴾ (٢) أي ببرهان وحجة واضحة على ما تقول(٣).
وقال الألوسي: أي بحجة واضحة تدل على صحة دعواك، وإنما قالوه لفرط عنادهم أو لشدة عماهم عن الحق وعدم نظرهم في الآيات فاعتقدوا أن ما هو آية ليس بآية وإلا فهو وغيره من الأنبياء عليهم السلام جاءوا بالبينات الظاهرة والمعجزات الباهرة وإن لم يعين لنا بعضها(٤).
فيحمل كلام قوم هود في نفي مجيء هود بالبينات على هذا القول بعدم وضوحها والقناعة بها، والله تعالى أعلم.
خلود أهل الجنة والنار
الآيات:
قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧) * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨) ﴾ (٥).
(١) انظر معالم التنزيل (٤/١٨٣)، والجامع لأحكام القرآن (٩/٥٤)، وتفسير الخازن (٢/٤٨٩)، ومدارج السالكين (٣/٤٦٤)، وفتح القدير (٢/٥٠٥)، وتفسير القاسمي (٤/٣١٤)، وروح المعاني (١٢/٨١)، والتحرير والتنوير (١٢/٩٧-٩٨).
(٢) سورة هود: آية (٥٣).
(٣) معالم التنزيل (٤/١٨٣).
(٤) روح المعاني (١٢/٨١).
(٥) سورة هود: آية (١٠٦ - ١٠٨).

أحمد بن محمد بن حنبل، إمام المذهب الحنبلي... ١٥، *١٨٢، ٢٢٥، ٢٦٤، ٣٢٩...
أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي... ٤٥، *٧٧، ٧٩، ١٥٨، ٢٣٧...
أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي... ٤٤، *٦٢، ٩٥، ١٢٤، ١٢٥...
أحمد بن محمد بن منصور، ابن المنير... *١٢٥، ١٥٦
أحمد بن يحيى بن يزيد العبسي، ثعلب... *٢٠٦
ابن الأدرع... ١١٧، ١٢٠
أسامة بن زيد بن حارثة... ٢٢٦
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، ابن راهوية... *١٨٢
إسماعيل بن أمية... ١٠٥، ١٠٩، ١١٤
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، السدي... *١٩٨، ٢٠١، ٢٣٩، ٢٥٦، ٣٤٥...
إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي... ٤٤، *٦٨، ٧٢، ٩٩، ١٠٤...
الإسماعيلي = أحمد بن إبراهيم
الأصمعي... ٣٨٣
الألوسي = محمود بن شكري
أبو أمامة الباهلي... ٢٥٣، ٢٧٩، ٢٨٣، ٣٠٠
أمية بن خلف... ٥٢، ٢١٤
أنس بن عياض... ٢٩٢
أنس بن مالك... ٣٩، ١٣٣، ١٤٠، ١٤٨، ١٥١...
أيوب بن خالد... ١٠٥، ١١٠، ١١٤، ١١٥
باذام مولى لأم هانئ، أبو صالح... *٣٧٤
الباقلاني = محمد بن الطيب
البخاري = محمد بن إسماعيل
ابن برجان... ١٤
ابن بطال = علي بن خلف
البقاعي = إبراهيم بن عمر
أبو بكر الأنباري = محمد بن القاسم
أبو بكر الصديق... ٢٣٥، ٢٣٦، ٢٤٥، ٢٨٠، ٣٠١...
بنثل بن الحارث... ٢٨٣
البيضاوي = عبد الله بن عمر
البيهقي = أحمد بن الحسين
أبو تمام... ٨٥
التوربشتي = فضل الله بن حسن
ابن تيمية = أحمد بن عبد الحليم
ابن التين = عبد الواحد بن التين
ثابت بن الضحاك... ٢٧٦
ثعلب = أحمد بن يحيى
ثعلبة بن أبي حاطب... ٢٨٢، ٢٨٣
ثعلبة بن حاطب... ٢٧٩، ٢٨٠، ٢٨١، ٢٨٢، ٢٨٣...
جابر بن زيد الأزدي البصري... *٧٠، ١٩٨، ٣٧٣
جابر بن عبد الله... ٢٦، ٣٠، ١١٨، ١٧٧، *١٨٧...
جد بن قيس... ٢٨٣
ابن جريج = عبد الملك بن عبد العزيز
ابن جزي = محمد بن أحمد
ابن أبي جمرة = محمد بن أحمد
الجمل = سليمان بن عمر
جندب بن جنادة بن قيس، أبو ذر الغفاري... *٢٥٧
أبو جهل... ٢٣، ٥٢، ٢١٤، ٣٠٩
ابن الجوزي = عبد الرحمن بن علي
أبو حاتم = محمد بن إدريس
حاطب بن أبي بلتعة... ٢٨٣


الصفحة التالية
Icon