٣ - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: (هل قرأ معي أحد منكم آنفاً) فقال رجل: نعم يا رسول الله، قال: (إني أقول ما لي أنازع(١) القرآن)(٢). فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - ﷺ - فيما جهر فيه النبي - ﷺ - بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول الله - ﷺ -.
وجه دلالة الحديث:

(١) أُنَازَعُ أي: أجاذب في قراءته، وأصل النزع: الجذب والقلع، انظر الفائق (٣/٤٢٠)، والنهاية في غريب الحديث (٥/٤١).
(٢) أخرجه أبوداود في سننه، كتاب الصلاة، باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام، رقم (٨٢٦) وقال: سمعت محمد بن يحيى بن فارس قال: قوله: (فانتهى الناس) من كلام الزهري، وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام إذا جهر الإمام بالقراءة، رقم (٣١٢)، وقال: حديث حسن، والنسائي في سننه، كتاب الافتتاح، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به، رقم (٩١٩)، وابن ماجه في سننه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا، رقم (٨٤٨)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى
(٢/١٥٧-١٥٩)، قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (١/١١٨): حديث أبي هريرة، رواه مالك، والشافعي، والأربعة، وقال الترمذي: حسن، وصححه ابن حبان، وضعفه الحميدي، والبيهقي.
والذي ينظر إلى سبب تضعيف بعض العلماء لهذا الحديث يرى أنه بسبب ابن أُكيمة فهو عندهم مجهول، وهذا لا يكون حجة على من عرفه ووثقه، قال ابن حجر عن عمارة بن أكيمة في تهذيب التهذيب (٧/٤١٠-٤١١): قال أبو حاتم صالح الحديث مقبول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يحيى بن معين كفاك قول الزهري سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب.
وقال ابن كثير في تفسيره (٣/٥٣٧) : صححه أبو حاتم الرازي، انظر التمهيد لابن عبد البر (٣/١٧٣-١٧٦).


الصفحة التالية
Icon