وابن عثيمين(١).
واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:
١ - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: كنا خلف رسول الله - ﷺ - في صلاة الفجر فقرأ رسول الله - ﷺ - فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال: (لعلكم تقرؤون خلف إمامكم) قلنا: نعم هذا يا رسول الله، قال: (لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)(٢).
وفي رواية عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)(٣).
وجه دلالة الحديث:
فيه دلالة واضحة على عموم وجوب قراءة الفاتحة سواء للإمام أو المأموم في السرية أو في الجهرية.
٢ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج(٤)

(١) انظر فتاوى الشيخ العثيمين (١/٣٦٠)، وتنبيه الأفهام بشرح عمدة الأحكام للسنة الثانية المتوسطة بالمعاهد العلمية (٣٣، ٣٤).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، رقم ( ٨٢٣ )، والترمذي في سننه، كتاب الصلاة، باب القراءة خلف الإمام، رقم ( ٣١١) وقال: حديث حسن، والنسائي في سننه، كتاب الافتتاح باب قراءة أم القرآن خلف الإمام فيما جهر به إلا الإمام رقم (٩٢٠)، والدارقطني في سننه (١/٣١٨، ٣١٩) وقال: هذا إسناد حسن ورجاله ثقات، وصححه البيهقي في كتاب القراءة خلف الإمام ص(٤٤-٥٧)، وقال ابن حجر في تلخيص الحبير (١/٢٣١): أحمد، والبخاري في جزء القراءة، وصححه أبو داود، والترمذي، والدارقطني، وابن حبان، والبيهقي، والحاكم وقال الترمذي: حسن، وقال الدارقطني: إسناده حسن ورجاله ثقات، وقال الخطابي: إسناده جيد لا مطعن فيه، وقال الحاكم: إسناده مستقيم، وقال البيهقي: صحيح.
(٣) سبق تخريجه ص (١٨١).
(٤) خِدَاج أي: ذات نقص، والخِدَاج بمعنى النقصان، انظر مشارق الأنوار (١/٢٨٧)، والنهاية في غريب الحديث
٢/١٢).


الصفحة التالية
Icon