وقد يزعم البعض.. أن هناك وجهًا من وجوه التّعارض بين بعض الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة، ففي الحقيقة أنّ هذا الزّعم.. دعوى باطلة وعائدة على صاحبها إما لجهله أو لقصدٍ سيّئ في نفسه.
فهي في الحقيقة.. صورة من صور موهم التّعارض وليست تعارضًا حقيقيًّا البته.
وبحمد الله - تعالى - قد اعتنى طائفة من العلماء بدراسة هذا الموضوع في مصنفاتهم وسلكوا فيه عدة مسالك لدفعه، لكنّه - على حسب علمي - لم يحظ بمؤلف مستقلّ.
عند ذلك أجمعت أمري وتوكّلت على ربي في دراسة هذا الموضوع تحت عنوان (موهم التّعارض بين القرآن والسّنَّة) من أوّل سورة الأعراف إلى نهاية سورة الحجر، ليكون موضوعًا لرسالتي في مرحلة الماجستير.
أولاً : أهمّيّة الموضوع وأسباب اختياره:
وأمّا أهمّيّة هذا الموضوع وسبب اختياره فتتلخّص في النّقاط التّالية:
١. تعلّقه بالقرآن الكريم والسّنَّة النّبويّة إذ هما المصدران الرّئيسان في التّشريع.
٢. المادّة العلميّة الضّخمة التي يحتوي عليها هذا الموضوع ويتناولها في أثناء الدّراسة والبحث، والرّجوع فيه إلى العديد من المصادر والمراجع في شتى العلوم والفنون.
٣. ارتباط هذا الموضوع في دراسته بالعديد من العلوم الشّرعيّة واللّغويّة مما يجعله جديرًا بالدراسة والبحث.
٤. أنه - على حسب علمي واطّلاعي - لا يوجد مؤلّف مستقلّ يعنى بدفع ما يوهم تعارض القرآن والسّنَّة فلم يحظ هذا الموضوع بإفراد المتقدّمين ولا كتابة المتأخرين فأردت أن أضيف شيئًا من الجديد إلى المكتبة الإسلاميّة بعامّة، والمكتبة القرآنيّة على وجه الخصوص.
ثانياً : أهداف البحث:
١. إبراز عناية العلماء بهذا الجانب المهمّ وهو دفع إيهام التّعارض بين نصوص القرآن والسّنَّة وبيان نشأة هذا الفن.
٢. معرفة أسباب نشوء موهم التّعارض بين القرآن الكريم والسّنَّة النّبويّة، وبيان مسالك العلماء في دفعه وإزالته.
والخفاجي(١)، وزكريا الأنصاري(٢)، والألوسي(٣).
قال ابن جرير: وأضاف جلّ ثناؤه قتلهم إلى نفسه، ونفاه عن المؤمنين به الذين قاتلوا المشركين، إذ كان جلّ ثناؤه هو مسبب قتلهم، وعن أمره كان قتال المؤمنين إيّاهم (٤).
وقال ابن عطيّة: هذه مخاطبة للمؤمنين أعلم الله بها أنّ القتلة من المؤمنين ليسوا هم مستبدين بالقتل، بالإقدار عليه، والخلق والاختراع في جميع حالات القاتل إنّما هي لله تعالى ليس للقاتل فيها شيء، وإنّما يشاركه بتكسبه وقصده (٥).
القول الثّاني:
إنّ المراد بالقتل المنفي في الآية هو إيجاد المؤمنين للأسباب الموجبة للنّصر وإثبات نسبة إيجادها إلى الله عزّ وجلّ، وهذه الأسباب تشمل تأييد الله وتوليه ونصرته للمؤمنين بالرّبط على قلوبهم، وإلقاء الرّعب في قلوب المشركين، والإمداد بالملائكة وجميع أسباب النّصر، فعلى هذا القول يكون القتل في الآية هو إيجاد الأسباب، وفي الحديث العمل بهذه الأسباب والأخذ بها من أجل النّصر على المشركين.

(١) انظر حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٤/٤٥١).
(٢) انظر فتح الرحمن (١٥٦).
(٣) انظر روح المعاني (٩/١٨٤).
(٤) تفسير الطبري (٩/٢٥٤).
(٥) المحرر الوجز (٦/٢٤٩).

وبناءاً على ذلك يمكن دفع موهم التعارض.
القول الأول : أن تبرؤ إبراهيم عليه السلام من أبيه يوم القيامة، فالآية جاءت مبهمة ولم تحدد الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم من أبيه، ثم جاء الحديث فحدد وقت التبرؤ بيوم القيامة، وبذلك لا يكون هناك إيهام تعارض بين الآية والحديث، وإلى هذا القول ذهب سعيد بن جبير، وعبيد بن عمير(١) (٢).
القول الثاني : أن تبرؤ إبراهيم عليه السلام من أبيه عندما تبين له أنه مات مشركاً وأصبح عدواً لله.
وعلى هذا القول ينشأ إيهام التعارض بين الآية والحديث.
وإليه ذهب ابن عباس، ومجاهد، وعمرو بن دينار(٣)، وقتادة، والضحاك (٤)، واختاره ابن جرير(٥) والبغوي(٦) وابن كثير(٧).
قال ابن جرير: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول الله، وهو خبره عن إبراهيم: أنه لَمّا تبين له أن أباه عدو تبرأ منه، وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدو وهو به مشرك، وهو حال موته على شركه(٨).
فيتبيّن مما تقدم أن إيهام التعارض بين الآية والحديث على القول الثاني وهو ما ذهب إليه أكثر المفسرين.
وقد أجاب عن موهم التعارض ابن حجر رحمه الله تعالى، وسلك مسلك الجمع بين الآية والحديث فقال:
(١) عبيد بن عمير بن قتادة الليثي الجندعي المكي، الواعظ المفسر، توفي سنة أربع وسبعين بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (٤/١٥٦)، شذرات الذهب (١/٣١٢).
(٢) انظر تفسير الطبري (١١/٦٢).
(٣) عمرو بن دينار، أبو محمد، الجمحي مولاهم اليمني الصنعاني الأبناوي بمكة، الحافظ المحدث، توفي سنة ست وعشرين ومائة بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (٥/٣٠٠)، شذرات الذهب (٢/١١٥).
(٤) انظر تفسير الطبري (١١/٦٠-٦٢).
(٥) انظر تفسير الطبري (١١/٦٢).
(٦) انظر معالم التنزيل (٤/١٠٢).
(٧) انظر تفسير ابن كثير (٤/٢٢٤).
(٨) تفسير الطبري (١١/٦٢).

لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ... } الآية... ١٠٣
﴿... وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾... ١٠٦
سورة الأعراف
الآية... رقم الآية... الصفحة
﴿ وَلَقَدْ ِNà٦"sYّ)n=yz ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا دps٣ح´¯"n=yJù=د٩... ﴾ الآية... ١١
﴿... َOs٩r& أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ z`"sـّ‹¤±٩$#... ﴾ الآية... ٢٢
﴿...$uZ­/u' ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا ¨ûsًqن٣uZs٩... ﴾ الآية... ٢٣
﴿... إِنَّهُ ِNن٣١uچtƒ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ ك]ّ‹xm لَا ِNهktX÷ruچs؟... ﴾ الآية... ٢٧... ٢٥، ٥٩، ٦٢ ٦٣، ٦٤
﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا ِNن٣ydqم_مr... ﴾ الآية... ٢٩... ٦٦، ٦٧، ٧١
﴿ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ... ﴾ الآية... ٣٠... ٦٦، ٦٧، ٧٢
﴿ قُلْ مَنْ tP

چxm spsYƒخ- اللَّهِ الَّتِي yluچ÷zr& ¾دnدٹ$t٧دèد٩ دM"t٦حh‹©ـ٩$#ur... ﴾ الآية... ٣٢

﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا z`sـt/... ﴾ الآية... ٣٣
﴿... فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا tbrمچ½zù'tGَ،o" سَاعَةً... ﴾ الآية... ٣٤... ٢٦، ٧٧، ٨١ ٨٣، ٨٧
﴿... حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ... ﴾ الآية... ٤٠
﴿...(#ےrكٹqçRur أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾... ٤٣... ٩٤، ٩٥، ٣٣٨
﴿ إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ uعِ'F{$#ur... ﴾ الآية... ٥٤... ٣٣، ٥٧ ١٠٢، ١٠٥
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾... ٥٥... ١١٧، ١١٩
﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾... ٥٦
﴿... أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا... ﴾ الآية... ٨٨... ٣٨، ١٢١ ١٢٦
﴿ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ... ﴾ الآية... ٨٩... ٣٨، ١٢١ ١٢٦
{...


الصفحة التالية
Icon