١ - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - ﷺ - :(من صلى خلف الإمام فقراءة الإمام له قراءة)(١).
وجه دلالة الحديث:
الحديث فيه بيان من النبي - ﷺ - أن المأموم ليس عليه قراءة سواء الفاتحة أو غيرها لأن قراءة إمامه قراءة له ويشمل ذلك السرية والجهرية.
واعترض على هذا الحديث بضعفه لأن في سنده جابراً الجعفي وليثاً بن أبي سليم ولا يحتج بهما، وكل من تابعهما على ذلك أضعف منهما أو من أحدهما(٢)، قال ابن حجر: هو مشهور من حديث جابر وله طرق عن جماعة من الصحابة كلها معلولة، وقال: إنه ضعيف عند جميع الحفاظ(٣).
وأجاب العيني على هذا الاعتراض فقال:
وإن كان حديث جابر ضعيفاً إلا أن له طرقاً أخرى يشد بعضها بعضاً منها طريق صحيح وهو ما رواه محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن عبد الله بن شداد عن جابر.

(١) أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا، رقم (٨٥٠)، قال في مصباحة الزجاجة (١/١٠٥-١٠٦): في إسناده جابر الجعفي كذاب والحديث مخالف لما رواه الستة من حديث عبادة. وأخرجه بعض العلماء وليس في سنده جابر الجعفي، منهم أحمد في مسنده (٣/٣٣٩)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١/٣٧٧)، والدارقطني في سننه (١/٤٠٢-٤٠٣)، والبيهقي في جزء القراءة (١٤٧-١٦٢)، والسنن الكبرى (٢/١٦٠)، وقال ابن كثير في تفسيره (١/١٠٩) : وقد روي هذا الحديث من طرق، ولا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم. وضعفه ابن حجرفي فتح الباري (٢/٣١٤) وفال: هو مشهور من حديث جابر وله طرق عن جماعة من الصحابة كلها معلولة، وقال: إنه ضعيف عند جميع الحفاظ.
وانظر التمهيد لابن عبد البر (٣ /١٩١-١٩٣) التلخيص الحبير (١/٢٣٢)، ونصب الراية (٢/٦-١٤).
(٢) انظر السنن الكبرى للبيهقي (٢/١٦٠).
(٣) انظر فتح الباري (٢/٣١٤) باختصار.


الصفحة التالية
Icon