٦- توهم الاتحاد في الموضوع:
أن يكون الدليلان في ظاهرهما الاتحاد في الموضوع ولكن بعد التأمل والنظر نجد أن كلاً منهما له موضوع مختلف عن الآخر.
مثاله: قال تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا tbrمچ½zù'tGَ،o" سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ (١).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: (من سرّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ(٢) له في أثره(٣) فليصل رحمه)(٤).
ففي الآية الدلالة على أن القدر إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر، والحديث يدل على أن من يصل رحمه يؤخر له في أجله فيكون بذلك معارضا لدلالة الآية، ولكن بعد معرفة سبب نشوء موهم التعارض بين الآية والحديث وأنه راجع إلى الاختلاف في الموضوع، فالآية تتحدث عن القدر المبرم، والحديث يتحدث عن القدر المعلق يندفع موهم التعارض بين الآية والحديث(٥).
٧- العموم والخصوص:
اختلاف الدليلان في الدلالة من حيث العموم والخصوص يكون سبباً لنشوء موهم التعارض.
مثاله: قوله تعالى: ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ضژچد±o٠ur لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ (٦).
(٢) النَّسأ: التأخير، يقال: نَسَأْتُ الشيء نسأً، وأنْسَأتُه إنْساءً، إذا أخرته. انظرغريب الحديث للخطابي (١/٣٤٠)، والنهاية في غريب الحديث (٥/٤٤).
(٣) والأَثَرُ بالتحريك: الأجل، انظر الفائق للزمخشري (١/٢٣)، النهاية في غريب الحديث (١/٢٣).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، رقم (٥٩٨٥).
(٥) انظر ص (٧٧).
(٦) سورة الأعراف: الآية (١٨٨).
فقد أشار إلى هذا التعارض بين الآية والحديث وسلك في دفعه مسلك الجمع بينهما، فقال: ولا ينافي إسناد الحيلولة إليه(١)، إسنادها إليه تعالى في قوله عز وجل: ﴿ (#ûqكJn=ôم$#ur أَن اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ (٢) لأن هذا الإسناد حقيقة عند أهل السنة، والأول باعتبار أن الله تعالى مَكَّنَه منها حتى يتم ابتلاء العبد به(٣).
الدّراسة والترجيح
الذي يظهر من كلام الشيخ ملا علي قارئ - رحمه الله - أن الآية أخبرت أن الحيلولة بين المرء وقلبه تحت مشيئة الله تعالى وقدرته، وهو سبحانه مسبب الأسباب إلى هذا الأمر.
أما في الحديث فيذكر صوراً من صور الحيلولة بين المرء وقلبه التي هي من الله قدراً وكونًا، ومن الشيطان فعلاً لأنه سبب من الأسباب التي كتبها الله عز وجل وقدرها، ففي الحقيقة هي من الله - تعالى- وهو مسبب الأسباب، ومن الشيطان على أنه سبب من الأسباب التي قدرها الله - تعالى -.
فخلاصة دفع موهم التعارض وما يدور حوله كلام الشيخ ملا علي قارئ - رحمه الله - أن الآية إخبار عن وقوع الحيلولة من الله - تعالى - بالقدر والمشيئة، وفي الحديث إخبار عن وقوع الحيلولة بسبب من الأسباب التي قدرها الله وهو الشيطان.
قال المناوي في فيض القدير حول هذا الموضوع: ولا يناقضه ما ورد أنه يخطر بين المرء وقلبه وأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فإن هذه أطوار وأحوال ولله أن يشكلها في أي صورة شاء وليس لها التصرف بذاتها وقد يجعل الله هذه الأسباب قيودًا لها (٤).
خوف النبي - ﷺ - من نزول العذاب بقومه
الآية:
قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ ِNخkژدù ﴾ (٥).
الحديث:
(٢) سورة الأنفال: آية (٢٤).
(٣) مرقاة المفاتيح (٢/٣٤٧، ٣٤٨).
(٤) فيض القدير (١/٥٤٢).
(٥) سورة الأنفال: آية (٣٣).
قال ابن كثير: ويحتمل أن المراد بما دامت السماوات والأرض: الجنس، لأنه لا بد في عالم الآخرة من سماوات وأرض(١).
واستدلوا بقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ﴾ (٢)، وقوله تعالى: ﴿ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ﴾ (٣).
وهذه الآيات فيها الدلالة على وجود سماء وأرض في الآخرة والحمل على هذا المعنى يدفع به موهم التعارض.
القول الثاني:
أن تكون هذه الجملة ﴿ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ﴾ عبارة عن التأبيد والخلود وعدم الانقطاع، وهذا معروف من كلام العرب، حيث إذا أردوا أن يصفوا شيئاً بالدوام الأبدي، قالوا: هذا دائم دوام السماوات والأرض، بمعنى أنه دائم أبداً، فخاطبهم الله تعالى في الآية بما يتعارفون به بينهم، وعلى هذا القول أيضاً يندفع موهم التعارض.
رجح هذا القول ابن قتيبة(٤) وابن جرير(٥) والبقاعي(٦)، وابن عاشور(٧)، وجوزه الزمخشري(٨).
القول الثالث:
(٢) سورة إبراهيم: آية (٤٨).
(٣) سورة الزمر: آية (٧٤).
(٤) انظر تأويل مشكل القرآن (٧٦).
(٥) انظر تفسير الطبري (١٢/١٤٥).
(٦) انظر نظم الدر (٩/٣٨٢).
(٧) انظر التحرير والتنوير (١٢/١٦٥).
(٨) انظر الكشاف (٢/٢٣٥).
عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي... *١٠٦، ٢٠٨، ٣٠٤، ٣١٣، ٣١٤
عبد الرحمن بن علي بن محمد، ابن الجوزي... ٤٤، ٤٥، *١٠٦، ١٢٣، ١٣٣...
عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الأوزاعي... *١٨٥، ٢٦٤
عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله، ابن سعدي... *٧٨، ١٥٢، ١٧٧، ١٩١، ٢٠٤...
عبد الرحمن بن يحيى بن علي المعلمي... *١٠٧، ١٠٨، ١١٥
عبد الرزاق الصنعاني... ٢٤٣
عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم، العز بن عبد السلام... *١٤٢، ١٤٨، ٢٠٤، ٢٠٧
عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن، ابن باز... *١٨٦
عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك القشيري... *٢٩١، ٢٩٢
عبد الله بن أُبي... ٤٠، ٢٨٥، ٢٨٧، ٢٩٤، ٢٩٧...
عبد الله بن أبي أمية... ٢٣، ٣٠٩
عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي... *١٤٣، ١٥٥، ١٧٨، ٢١٦
عبد الله بن المبارك بن واضح... *١٨٢
عبد الله بن خطل... ٢٢٤
عبد الله بن دينار... ٣٨٨
عبد الله بن رافع مولى أم سلمة... ١٠٥
عبد الله بن سعد بن أبي السرح... ٢٢٤
عبد الله بن سلام... ١١١، ١٠٨
عبد الله بن شداد... ١٨٩
عبد الله بن شقيق العقيلي... *٣٣٠
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عباس... ٢١، ٢٨، ٣٧، ٥٠، *٧٠...
عبد الله بن عبد الله بن أبي... ٢٩٦
عبد الله بن عبد نهم... *١١٧
عبد الله بن عروة الهروي... *١٣٣
عبد الله بن عمر بن الخطاب... ٢٩، ٣٦، ٤٠، ٧٣، *١٨٣،...
عبد الله بن عمر بن محمد، البيضاوي المفسر... ٤٤، *٥٠، ٦٢، ١٢٣، ١٤١...
عبد الله بن عمرو بن العاص... *١٨٣، ١٨٥، ٢٧٣، ٣٤٥
عبد الله بن مسعود بن غافل... ١٣، ٦٠، ٦٨، ٨٣، *١٨٣،...
عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري... ٤٢، ٤٥، *٧٩، ٨٦، ١٤٧...
عبد الله بن يوسف بن أحمد، ابن هشام النحوي... *٩٧
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ابن جريج... ١٠٥، ٢٤٢، ٣٦٣، *٣٧٣، ٣٧٤
عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني... *٢٩١
عبد الواحد بن التين السفاقسي... *٨٤، ٣٥٥، ٣٦٨
عبد الوهاب بن علي، السبكي الأصولي... *٥٠، ٥٤
عبد بن حميد... ٢٩٧
عبيد الله بن أبي... ٢٩٢
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة... *١٨١