وهذا كثير ما يكون سبباً لنشوء موهم التعارض بين الأدلة، فعندما يأتي دليل مفصِّل لموضوع أو قصة من القصص، ثم يأتي دليل آخر عن هذا الموضوع أو القصة بإيجاز واختصار، فيظن أن هذا الموضوع أو هذه القصة تخالف ما جاء في الدليل الأول يكون ذلك سبباً لنشوء موهم التعارض.
مثاله: قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ y٧ڑ/u' مِنْ ûسة_t/ آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ِNهkyJƒحh'èŒ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى ِNخkإ¦àےRr& أَلَسْتُ ِNن٣خn/uچخ/ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا tû، ح#دے"xî (١٧٢) أَوْ (#ûqن٩qà)s؟ إِنَّمَا x٨uژُ°r& آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا Zp
ƒحh'èŒ مِنْ بَعْدِهِمْ $uZن٣د=÷kçJsùr& بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ (١).
(١) سورة الأعراف: الآيتان (١٧٢-١٧٣).
٢ - ما جاء في الحديث من دلالة على أنه عليه الصلاة والسلام كان هذا هو دأبه إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف في وجهه الخوف والكراهية.
ثانيًا: مسلك النسخ:
قالوا: إن الآية ناسخة للحديث، وأن ما جاء في الحديث من خوفه عليه الصلاة والسلام كان قبل نزول الآية.
وهذا ما ذهب إليه ابن العربي فقال: والجواب أن الآية قبل(١) الحديث لأن الآية كرامة للنبي عليه الصلاة والسلام ودرجة رفيعة لا تحط بعد أن رفعت، وخطة لا تنقض بعد أن عقدت، وأن الله لم يعذب أسلافهم لأن النبي عليه السلام في أصلابهم ولم يعذبهم لحرمة وجوده فيهم، ولم يعذبهم وهم يستغفرون بعد ذهاب نبيهم(٢).
الدّراسة والتّرجيح
مما تقدّم يظهر قوة القول بالجمع على القول بالنسخ وذلك لما يلي:
١ـ إن دعوى النسخ لا تصح إلا بمعرفة زمن الناسخ والمنسوخ وتقدم أحدهما على الآخر، كذلك أن النسخ لا يقع في الأخبار.
٢ـ إن القول بالجمع مُقدّم على القول بالنسخ، لأن فيه إعمالاً للدليلين فهو أولى من إعمال أحدهما دون الآخر.
لكن يشكل على القول بالجمع أن دعوى تخصيص التأمين من العذاب بوقت دون وقت أو بمكان دون مكان أو بفئة من الناس دون غيرهم، أن منطوق الآية يدل على تأمين الرسول - ﷺ - من العذاب في أي مكان وأي وقت، وليس ذلك خاص بزمان أو مكان إنما التخصيص لغيره عليه الصلاة والسلام.
(١) والذي يظهر أن الصحيح في قول ابن العربي (أن الآية بعد الحديث) من أجل ألا يكون هناك تناقض بين أول قوله وآخره، كما هو مطبوع في كتابه عارضة الأحوذي، طبعة دار الفكر (١٢/١٤٠)، ودار الكتب العلمية (١٢/١٠٠)، وانظر للتأكد من الصحيح فتح الباري (٦/٣٦٣)، وفيض القدير (٥/٢١١)، وفتح الملهم
(٢/٤٤٧)، بنص (أن الآية نزلت بعد هذه القصة) أي الحديث، والله تعالى أعلم.
(٢) عارضة الأحوذي (١٢/١٤٠).
(٢/٤٤٧)، بنص (أن الآية نزلت بعد هذه القصة) أي الحديث، والله تعالى أعلم.
(٢) عارضة الأحوذي (١٢/١٤٠).
وذهب إلى هذا القول قتادة، والضحاك، وأبو سنان (١)، وخالد بن معدان(٢) (٣)، وابن جرير(٤)، والغزنوي النيسابوري(٥) (٦)، والرازي(٧)، والخازن(٨)، والخفاجي(٩)، وابن عاشور(١٠)، وخص ابن كثير(١١) والشوكاني(١٢) هذا القول بآية النار دون آية الجنة.
قال الشوكاني: أن يكون الاستثناء شاملاً لكل من يعذب بالنار من جاحد وموحد ممن استحق دخول النار، وهذا كثير في القرآن ولسان العرب، ثم إن تواتر الأحاديث على إخراج أهل الكبائر من النار، يخصص هذا الشمول والعموم ويكون الاستثناء في الآية متوجهاً لأهل التوحيد، فهم جزء ممن شمله الاستثناء(١٣).
القول الثاني:
(١) سعيد بن سنان بن البرجمي الشيباني المحدث، كوفي سكن الري، انظر الجرح والتعديل (٤/٢٧)، وسير أعلام النبلاء (٦/٤٠٦).
(٢) خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي الحمصي، أبو عبد الله، الفقيه، توفي سنة أربع ومائة بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (٤/٥٣٦)، شذرات الذهب (٢/٢٢).
(٣) انظر تفسير الطبري (١٢/١٤٦ - ١٤٧).
(٥) محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي، توفي في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة بعد الهجرة، انظر طبقات المفسرين للداوودي (٢/٣١١)، والأعلام (٧/١٦٧).
(٦) انظر وضح البرهان (١/٤٤٣).
(٧) انظر مفاتيح الغيب (١٨/٥٣).
(٨) انظر تفسير الخازن (٢/٥٠٣).
(٩) انظر حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٥/٢٣٦).
(١٠) انظر التحرير والتنوير (١٢/١٦٥ - ١٦٦).
(١١) انظر تفسير ابن كثير (٤/٣٥١ - ٣٥٢).
(١٢) انظر رسالة: كشف الأستار في إبطال قول من قال بفناء النار، من كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (٢/٨١٦ - ٨١٧).
(١٣) كشف الأستار في إبطال قول من قال بفناء النار (٢/٨١٦ - ٨١٧).
(٢) خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي الحمصي، أبو عبد الله، الفقيه، توفي سنة أربع ومائة بعد الهجرة، انظر سير أعلام النبلاء (٤/٥٣٦)، شذرات الذهب (٢/٢٢).
(٣) انظر تفسير الطبري (١٢/١٤٦ - ١٤٧).
(٥) محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي، توفي في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة بعد الهجرة، انظر طبقات المفسرين للداوودي (٢/٣١١)، والأعلام (٧/١٦٧).
(٦) انظر وضح البرهان (١/٤٤٣).
(٧) انظر مفاتيح الغيب (١٨/٥٣).
(٨) انظر تفسير الخازن (٢/٥٠٣).
(٩) انظر حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٥/٢٣٦).
(١٠) انظر التحرير والتنوير (١٢/١٦٥ - ١٦٦).
(١١) انظر تفسير ابن كثير (٤/٣٥١ - ٣٥٢).
(١٢) انظر رسالة: كشف الأستار في إبطال قول من قال بفناء النار، من كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (٢/٨١٦ - ٨١٧).
(١٣) كشف الأستار في إبطال قول من قال بفناء النار (٢/٨١٦ - ٨١٧).
عياض بن حمار المجاشعي... ٦٧، ١٥٣
عياض بن موسى بن عياض، القاضي عياض... ٥٤، *٦٢، ٧٤، ٧٨، ٨٢...
العيني = محمود بن أحمد
الغزنوي = محمود بن أبي الحسن
الفراء = يحيى بن زكريا
فضل الله بن حسن بن حسين التوربشتي... ١٤٥، *١٥٤، ١٦٦، ٢٣٤، ٢٣٥...
الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي... *١٤٢
ابن فورك = محمد بن الحسن
القاسمي = محمد بن محمد
قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي... *٧٠، ١٨٢، ١٩٨، ٢٨٩، ٢٩٠...
ابن قتيبة = عبد الله بن مسلم
القرافي = أحمد بن إدريس
القرطبي المحدث = أحمد بن عمر
القرطبي المفسر = محمد بن أحمد
القسطلاني = أحمد بن محمد
القشيري = عبد الكريم بن هوزان
القفال = محمد بن علي
أبو قلابة... ٢٧٦
قيس بن سعد... ٣٤، ٣٦٠، ٣٦٧
ابن القيم = محمد بن أبي بكر
ابن كثير = إسماعيل بن عمر
كعب الأحبار... ١٠٨، ١١٠، ١١٢، ١١٤، ١٥٥...
كعب بن زهير... ٨٢
الكلبي = محمد بن السائب
اللكنوي = محمد بن عبد الحليم
الليث بن سعد بن عبد الرحمن... *١٨٦
المازري = محمد بن علي
مالك بن أنس بن مالك، إمام المذهب المالكي... *١٨٢، ٢٦٤، ٣٣٩
الماوردي = علي بن محمد
المبارك بن محمد بن محمد، ابن الأثير... ١٩، *٧٥، ٨٢، ١٧٥، ٣٥٠
المباركفوري = محمد بن عبد الرحمن
مجاهد بن جبر المكي... *٧٠، ١١٢، ١٧٤، ٢٦٩، ٢٩٠...
محمد أحمد الكناني... ٤٣
محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الشنقيطي... ٤٣، ٤٤، *١٧٣، ١٧٤، ٣٣٤...
محمد البزدوي... ٢٠
محمد الطاهر بن محمد الطاهر بن عاشور... *٦٤، ١٢٣، ١٢٤، ١٧٨، ١٩٤...
محمد بن أبي بكر بن أيوب، ابن قيم الجوزية... ١١، ١٥، ٤٧، *٦٩، ٧١...
محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي... ٤٣، *١٢٣، ١٤٢، ١٤٣، ١٧٨...
محمد بن أحمد بن أبي بكر، القرطبي المفسر... ١٩، ٤٤، *٧٤، ٧٨، ٨٠...
محمد بن أحمد بن عبد الملك، ابن أبي جمرة... *٣٥٨
محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي... *١٣١، ١٣٤
محمد بن أحمد بن محمد، ابن جزي الكلبي... *٦٢، ٦٣، ١٢٣، ١٢٤، ١٤١...
محمد بن إدريس بن المنذر، أبو حاتم الرازي... *٣١٤