وحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ - ﷺ - قال: (أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنَعْمان(١) - يعني عرفة - فأخرج من صُلبه كلّ ذرّيّة ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّرّ، ثم كلّمهم قبلاً، قال: ﴿ أَلَسْتُ ِNن٣خn/uچخ/ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا tû، ح#دے"xî (١٧٢) أَوْ (#ûqن٩qà)s؟ إِنَّمَا x٨uژُ°r& آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا Zp
ƒحh'èŒ مِنْ بَعْدِهِمْ $uZن٣د=÷kçJsùr& بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ )(٢).
فالآية ذكرت أن استخراج الذرية عند أخذ الميثاق عليهم كان من أصلاب آبائهم، بينما يدل الحديث على أن استخراج الذرية كان من ظهر آدم عليه السلام، وإذا نظر الباحث عن سبب نشوء موهم التعارض بين الدليلين عرف أن ذلك ناشئ بسبب الإيجاز في الحديث والإطناب في الآية، فاكتفى في الحديث بذكر آدم عليه السلام عن ذكر ذريته اكتفاء بالأصل عن الفرع(٣).
١٠- حمل المعنى على المشهور والغالب:
عندما يكون للدليل أكثر من معنى ويحمل على المعنى المشهور دون النظر في المعنى الصحيح للدليل ينشأ موهم التعارض.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١/٢٧٢)، وابن أبي عاصم في السنة (١/٨٩)، والطبري في تفسيره (٩/١٣٨)، وتاريخه (١/١٣٤)، والحاكم في مستدركه (٢/٥٤٤) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/٥٨)، وقال الهيثمي في مجمع الفوائد (٧/١٨٩): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورجّح ابن كثير في تفسيره (٣/٥٠١) توقيفه على ابن عباس بعدما ذكر بعض الروايات التي تؤيد ذلك فقال: فهذه الطرق كلها مما تقوي وقف هذا على ابن عباس، والله أعلم.
(٣) انظر ص (١٤٥).
إذن فالذي يظهر أن الآية فيها الدلالة على حفظه عليه الصلاة والسلام من العذاب على العموم في أي مكان أو أي وقت دون تخصيص، وما جاء في الحديث من خوفه من العذاب، فالرسول - ﷺ - أصله من البشر الذي يصيبه ما يصيبهم، ويعتريه ما يعتريهم من الأمور الطبيعية التي يخاف منها البشر عند رؤيتهم لها، وخاصة عندما تكون آية من آيات الله العظيمة التي تدل على قوة الله تعالى وعزته وشدة انتقامه وبطشه وسبق أن عوقب بها الأقوام الأولون، كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها، ولا يعارض ذلك وعد الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام بالحفظ والعناية لأن مقام الخوف يقتضي غلبة عدم الأمن من مكر الله، والله تعالى أعلم.
تعذيب المشركين يوم بدر
الآية:
قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ ِNخkژدù ﴾ (١).
الحديث:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بينا النبي - ﷺ - ساجد وحوله ناس من قريش، جاء عقبة بن أبي معيط بسلى(٢)جزور، فقذفه على ظهر النبي - ﷺ -، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة عليها السلام فأخذته من ظهره، ودعت على من صنع، فقال النبي - ﷺ - :(اللهم عليك الملأ من قريش: أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف أو أبي بن خلف)- شعبة الشاك - فرأيتهم قتلوا يوم بدر، فأُلقوا في بئر غير أمية أو أبي تقطعت أوصاله، فلم يُلقَ في البئر(٣).
وجه موهم التعارض بين الآية والحديث:
(٢) السَّلَى بفتح السين وتشديدها: الجلدة الرقيق التي يكون فيه الولد من الناس والخيل والدواب، انظر معجم مقاييس اللغة (٤٦٦)، ولسان العرب (٦/٣٥٣).
(٣) سبق تخريجه ص (٥٢).
إن المراد بالمستثنين من هذا الخلود هم قوم من الأشقياء شاء الله تأخيرهم عن دخول النار فهم ليسوا في النار ولا يدخلونها(١).
القول الثالث:
قالوا: هذه المشيئة مجملة لم نعرف ما خرجته، والأدلة الأخرى أوضحت أن المشيئة اقتضت الخلود الأبدي، كقوله تعالى: ﴿ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴾ (٢)، والفعل الذي بعد ﴿ كُلَّمَا ﴾ لا بد أن يتكرر بتكرارها، ولو قيل للعبد: كلما جاء أحد أكرمه، لزمه ذلك ولا حق له أن يعتذر بأنه لم يفهم التكرار، وهي أدلة ظاهرة، فيؤخذ بما هو ظاهر(٣).
قال الشنقيطي: والظهور من المرجحات، فالظاهر مقدم على المجمل كما تقرر في الأصول(٤).
القول الرابع:
إن المراد بالاستثناء في أهل الجنة وأهل النار هي المدة التي كانت قبل دخولهم النار كحياتهم في الدنيا، أو حياتهم في القبور، أو المدة التي بين خروجهم من القبور إلى دخولهم الجنة أو النار(٥).
القول الخامس:
إن المراد بالاستثناء هو المسافة بين دخول بعضهم عن بعض، إذ دخلوهم إلى الجنة والنار زمراً زمراً(٦).
القول السادس:
أن تكون (إلا) بمعنى (و) أو (سوى)، أي خالدين فيها دوام السماوات والأرض وما شاء ربك أو سوى ما شاء ربك من الزيادة في الخلود على دوام السماوات والأرض وهذا على حمل المراد بالسماوات والأرض في الدنيا.
(٢) سورة الإسراء: آية (٩٧).
(٣) انظر دفع إيهام الاضطراب (١٠٧).
(٤) نفس المصدر السابق (١٠٧).
(٥) انظر المحرر الوجيز (٧/٤٠٤)، وزاد المسير (٤/١٦٠).
(٦) انظر المحرر الوجيز (٧/٤٠٤)، والجامع لأحكام القرآن (٩/١٠٣).
محمد بن إدريس بن عباس الشافعي، إمام المذهب... ١٤، ٤٥، *١٨٢، ١٨٥، ٢٢٥...
محمد بن إسحاق بن خزيمة... *١٣٢
محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب السيرة... *١٠٦، ١٩٨
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري... *١٠٩، ١١٠، ١١٤، ١١٥، ١٨٧...
محمد بن الحسن... ١٨٩
محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني... ٤٥، *٨٦
محمد بن السائب بن بشر الكلبي... *٢٣٩، ٢٨٢، ٣٧٤
محمد بن الطيب بن محمد الباقلاني... *٢٠٦، ٢٣٢، ٢٩١، ٢٩٢
محمد بن القاسم بن بشار الأنباري... *١٠٦، ١٢٢، ١٤٧، ٣٦٢
محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي... ٤٢، *٣٩١
محمد بن جرير بن يزيد الطبري... ١٩، *٥٦، ٧٠، ٧١، ١٠٣...
محمد بن حسين بن محمد، أبو يعلى الفراء... *١٣٣
محمد بن حميد... ٨٥
محمد بن داود بن محمد الدّاودي... *١٦٦، ٣٠٤
محمد بن صالح بن محمد العثيمين... ١٤، *٧٨، ٨٢، ١٨٦
محمد بن عبد الحي بن محمد، اللكنوي الفقيه... *٥٢
محمد بن عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي... ٤٦، *١١٣، ١١٨، ١٣٤، ٢١٠
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري... ٤٦، *٧٨
محمد بن عبد الرزاق بن حمزة المصري... *١٠٦
محمد بن عبد الله بن سلام... ٣٠٥
محمد بن عبد الله بن عيسى، ابن أبي زمنين... *١٤١
محمد بن عبد الله بن محمد، ابن العربي المالكي... *١٩٨، ٢١٢، ٢٥٠، ٢٨٩، ٣٠٢...
محمد بن عبد الهادي التتوي السندي... *٢٦١
محمد بن علي بن إسماعيل القفال الكبير... *١٥٢
محمد بن علي بن عمر المازري المحدث... *٨٩، ٢٦٨، ٢٦٩
محمد بن علي بن محمد بن علان الأشعري... *٧٨
محمد بن علي بن محمد، الشوكاني... ٤٤، ٤٧، ٥٤، *٦١، ٦٢...
محمد بن عمر بن حسين، فخر الدين الرازي... ٤٤، ٧٦، *٩٩، ١٢٣، ١٢٤...
محمد بن قيس بن مخرمة... *١٩٨، ٢٠١
محمد بن كعب بن سليم... ٦٧، ٦٨، *١٩٨، ٢٠١، ٢٣٩...
محمد بن محمد بن سعيد القاسمي... ٤٤، *١٢٦، ١٥٢، ١٥٣، ١٧٨...
محمد بن محمد بن محمد الطوسي، أبو حامد الغزالي... *٢٩١
محمد بن محمد بن مصطفى، أبو السعود المفسر... *١٤١، ١٤٣، ١٥٢، ١٧٨، ١٩٥...