فالآيات فيها الأمر بالعفو عن الكفار، والحديث فيه الأمر بقتال الكفار فظاهر الدليلين التعارض ولكنه في الحقيقة راجع إلى سبب جهل المتقدم من المتأخر وأن ما جاء في الآيات كان في أول الإسلام وما جاء في الحديث بعد أن قوية شوكة المسلمين في المدينة(١).
١٢- اختلاف المكان :
كأن يأتي دليل ينهى عن فعل أمر من الأمور في مكان ما، ثم يأتي دليل آخر فيه الدلالة إلى جوازه، فينشأ موهم التعارض بين الدليلين.
مثاله: قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا (#qç/uچّ)tƒ y‰إfَ،yJّ٩$# tP#uچysّ٩$# بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ َOçFّے½z Z's#ّٹtم فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ ے¾د&ح#ôزsù إِنْ شَاءَ إِن اللَّهَ يOٹد=tو زOٹإ٦xm ﴾ (٢).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله خيلا قبل نَجْد(٣)، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد(٤).
فالآية فيها نهي الكفار عن دخول المسجد والحديث فيه الدلالة على جواز دخولهم وكل ذلك ناشئ بسبب جهل اختلاف المكان، فالآية تتحدث عن المسجد الحرام والحديث عن غير المسجد الحرام(٥).
١٣- اختلاف في السياق:
عندما يأتي دليل بسياق يخالف سياق الدليل الآخر، ثم يتوهم أن سياقهما على سواء مع اختلافهما فهذا يكون سبباً لنشوء موهم التعارض.
مثاله : قوله تعالى: ﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ضژچد±o٠ur لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ (٦).

(١) انظر ص (٣٩٠).
(٢) سورة التوبة: آية (٢٨).
(٣) بفتح النون وإسكان الجيم، ما بين الحجاز إلى الشام إلى العذيب، انظر معجم البلدان (٥/٢٦١-٢٦٥)، والروض المعطار (٥٧٢).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب دخول المشرك المسجد، رقم (٤٦٩)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، رقم (١٧٦٤).
(٥) انظر ص (٢٤٢).
(٦) سورة الأعراف: الآية (١٨٨).

ونقل ابن عطية إجماع أهل التفسير على ذلك فقال: وأجمع المتأولون على أن معنى قوله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ ِNخkژدù ﴾ أن الله عز وجل لم يعذب قط أمة ونبيها بين أظهرها، فما كان ليعذب هذه وأنت فيهم، بل كرامتك لديه أعظم (١).
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ د‰إfَ،yJّ٩$# دQ#uچysّ٩$# ﴾ (٢): يخبر تعالى أنهم أهل لأن يعذبهم، ولكن لم يوقع ذلك بهم لبركة مقام رسول الله - ﷺ - بين أظهرهم، ولهذا لما خرج من بين أظهرهم، أوقع الله بهم بأسه يوم بدر، فقتل صناديدهم وأسرت سراتهم(٣).
وعن ابن عباس قوله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ ِNخkژدù ﴾ يقول: ما كان الله سبحانه يعذب قوماً وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم، ثم قال: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ يقول: ومنهم من قد سبق له من الله الدخول في الإيمان، وهو الاستغفار، ثم قال: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ﴾ فعذبهم يوم بدر بالسيف(٤).
القول الثاني:
إن المراد بالعذاب المنفي في الآية عذاب الاستئصال والنبي - ﷺ - مقيم فيهم في مكة، وما جاء في الحديث من عذاب المشركين يوم بدر ليس بمكة وليس عذاب استئصال، وبذلك لا يكون هناك تعارض بين الآية والحديث.
(١) المحرر الوجيز (٦/٢٨١).
(٢) سورة الأنفال: آية (٣٤).
(٣) تفسير ابن كثير (٤/٥٠)، وانظر معاني القرآن للزجاج (٢/٤١٢).
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره (٩/٢٩٦)، و ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/١٦٩٢، ١٦٩٣)، وعزاه السيوطي
(٣/٣٣١) إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل.

إن هذا الاستثناء لا ينافي المشيئة، فهو استثناء يستثنيه ولا يفعله، ومعناه: لو فرض أن الله تعالى شاء إخراجهم من النار أو الجنة في زمان، لكان مستثنى من مدة خلودهم لكن ذلك لا يقع لدلالة القواطع على عدم وقوعه، وهذا مثل قوله تعالى: ﴿ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ﴾ (١).
رجح هذا القول الرازي(٢)، والبقاعي(٣)، والألوسي(٤).
القول الحادي عشر:
أن لا يكون هذا الخلود أمراً واجباً بذاته، بل هو موكول إلى مشيئة الله تعالى ورحمته وفضله، وخص هذا القول ابن كثير(٥)، وابن عاشور(٦)، في آية أهل الجنة.
ثانياً: مسلك النسخ:
قال السدي: أن هذا الاستثناء استثناء منسوخ بقوله - تعالى -: ﴿ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ (٧) (٨).
ثالثاً: مسلك الترجيح:
الأخذ بظاهر الآية وهو عدم خلود أهل النار وروي هذا القول عن ابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأبي سعيد الخدري وغيرهم(٩).
(١) سورة الأعراف: آية (٤٠).
(٢) انظر مفاتيح الغيب (١٨/٥٢).
(٣) انظر نظم الدر للبقاعي (٩/٣٨٢).
(٤) انظر روح المعاني للألوسي (١٢/١٤٤).
(٥) انظر تفسير ابن كثير (٤/٣٥٢).
(٦) انظر التحرير والتنوير (١٢/١٦٦).
(٧) سورة النساء: آية (١٦٩).
(٨) عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى أبي الشيخ (٣/٦٣٤)، وذكره ابن كثير في تفسيره (٤/٣٥٢).
(٩) انظر تفسير الطبري (١٢/١٤٧)، ومعالم التنزيل (٤/٢٠٢)، والمحرر الوجيز (٧/٤٠٢)، والكشاف (٢/٢٣٦)، وتفسير ابن كثير (٤/٣٥١ - ٣٥٢).

النعمان بن ثابت بن زوطي، إمام المذهب الحنفي... *١٨٧، ١٨٩، ٣٣٠
نوح عليه السلام... ٣٢٨
النووي = يحيى بن شرف
هارون بن عبد الله... ١٠٥
أم هانئ... ٢٢٣، ٢٢٤
هبة الله بن سلامة بن أبي القاسم... *٣٩١
الهروي = عبد الله بن عروة
أبو هريرة... ٢٥، ٢٦، ٣٠، ٣٢، ٣٨...
ابن هشام = عبد الله بن يوسف
هشام بن حكيم... ١٤٩، ١٦٠
هشام بن عروة بن الزبير... *١٩٨
ابن الهمام... ٢٠
الهمذاني = منتجب الدين
هود عليه السلام... ٣٢، ٣٢٨، ٣٣٥، ٣٣٦، ٣٣٧
الواحدي = علي بن أحمد
وهب بن منبه... ١٠٨، ٢٢٢، ٢٢٥
يحيى بن أبي زكريا بن أبي زائدة... ٢٣٤
يحيى بن زكريا بن زياد النحوي، الفراء... *٣٤٤
يحيى بن سعيد... ٢٩٢
يحيى بن شرف بن مري النووي... ٤٥، *٦٢، ٦٣، ٧٥، ٧٨...
يحيى بن معين... ١١٦
أبو يعلى الفراء = محمد بن الحسين
يوسف بن عبد الله بن محمد، ابن عبد البر النمري... ٤٥، *٧٤، ١٨٢، ١٨٣، ٢٥٤...
فهرس الفرق والمذاهب
الفرقة أو المذهب... الصفحة
الأشاعرة... ١٢٨
أهل الذمة... ٢٤٦
أهل الظاهر... ٣٥٠
أهل الكتاب... ٣٧، ١١٢، ٢٤٨، ٢٦١
أهل الكلام... ١٢٨
الحنابلة... ٤٨، ٢٤٣، ٢٤٤، ٢٧٤
الحنفية... ٤٨، ٢٤٥، ٢٧٤
الشافعية... ٤٨، ٢٤٣، ٢٧٤
الصوفية... ١٢٧
المالكية... ٤٩، ١٨٢، ٢٤٤، ٢٧٤
المجوس... ٦٦، ٢٦١
المحدثون = أهل الحديث... ٤٨، ١٢٧، ١٤٦، ١٥٨، ٢٤٣
المعتزلة... ١٥٥، ١٥٦، ١٦١
النصارى... ٦٦
اليهود... ٦٦، ١١١
فهرس الأماكن والبلدان
الأماكن والبلدان... الصفحة
أحد... ، ١٩٧، ١٩٩، ٢٥٢، ٣١٢، ٣١٣، ٣١٤
بدر... ، ٣٧، ٥٠، ٥٢، ٥٣، ١٩١، ١٩٤، ١٩٧، ٢٠٠، ٢٠١، ٢٠٢، ٢٠٣، ٢١٢، ٢١٤، ٢١٥، ٢١٦، ٢١٨ ٢٣١، ٢٣٧، ٣٢٠، ٣٢١
الحيرة... ، ٣٦٠
المدينة... ، ٢٠٠، ٢٤٥، ٢٦٢، ٢٧٧، ٢٩٤، ٣٠٠، ٣٠٣، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٠٧، ٣٠٨، ٣١٠، ٣١٣، ٣٦٠
مر الظهران... ٢٢٦
مصر... ١٦٩
مكة... ٢٤، ٥٣، ٦٠، ١١٨، ١٣١، ٣٢٠، ٣٢١
نجد... ، ٢٤٢
نَعْمان... ، ١٤٨
فهرس الأبيات الشعرية
صدر البيت... القافية... القائل... الصفحة
ليس... الأحياء... أحمد بن محمد بن عبد ربه... ٨٧
تلك... أبوالا... أمية بن أبي الصلت... ١٢٢
قالت... قرقار... أبو النجم العجلي... ١٥٦


الصفحة التالية
Icon