ثانيًا: موهم التّعارض بين آيات القرآن الكريم والأحاديث النّبويّة ولا يوجد - حسب علمي واطّلاعي - من تناول هذا الموضوع بدراسة نظريّة وتطبيقيّة مستقلّة إلا ما قام به الأخ/ عبد الرحمن المحيميد في القسم الأول من الموضوع وهو من أوّل سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الأنعام بالنّسبة للدّراسة التّطبيقيّة، أمّا الدّراسة النّظريّة فاشتملت على تعريف التّعارض لغة واصطلاحًا، وأهمّيّة البحث فيه، واهتمام العلماء به، وأسباب التّعارض الظّاهري، ومسالك العلماء عند التّعارض.
ثالثًا: موهم التّعارض بين الأحاديث النّبويّة، وهذا القسم فيه رسالة علميّة واحدة وهي بعنوان:
( أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التّعارض في الصّحيحين ) دراسة وترجيح.
إعداد الباحث: سليمان بن محمد الدبيخي.
إشراف: أ. د. علي بن نفيع العلياني.
رسالة ماجستير في قسم العقيدة بكلّيّة أصول الدّين جامعة أمّ القرى عام ١٤٢٠هـ.
فقد درس الباحث فيها الأحاديث العقديّة التي يوهم ظاهرها التّعارض مرتّبة حسب موضوعاتها ورجّح بينها بشكل موضوعي، واقتصر على الأحاديث الواردة في الصّحيحين، وقد تناول الباحث بعض الآيات التي هي نظير لأحد الحديثين من جهة إيهام التعارض عرضًا، كأن يذكر الآية دليلاً على ترجيح أحد الحديثين على الآخر ونحو ذلك، ولم يتعرّض لموهم التّعارض بين القرآن والسّنَّة بدراسة مستقلّة وافية كما هو في هذا الموضوع.
رابعاً : منهج البحث
ينقسم البحث إلى قسمين : دراسة نظريّة ودراسة تطبيقيّة، وسيكون منهجي فيهما على النّحو التّالي:
الدّراسة النظريّة:
وهذا القسم جعلته في فصلين، وسيأتي بيانهما وما يتعلّق بهما من مباحث في خطّة البحث، وسوف أتناولهما - إن شاء الله - بما يفي بالغرض من الدّراسة، متوسطًا بين الطول والإيجاز موضّحًا ذلك بالأمثلة.
الدّراسة التّطبيقيّة:
وهذه الدّراسة سوف أقوم فيها بما يلي:
١. جمع الآيات والأحاديث التي ظاهرهما التّعارض من مظانها.
والجمل(١).
قال الرّازي في أنموذج الجليل: لَمّا كان السّبب الأقوى في قتلهم إنّما هو مدد الملائكة وإلقاء الرّعب في قلوب الكافرين وتثبيت قلوب المؤمنين وإقدامهم - وذلك كلّه فعل الله تعالى - نفى الفعل عنهم ونسبه إليه، يعني إن كان ذلك في الصّورة منكم فهو في الحقيقة مني (٢).
وقال الشّوكاني: ولكن الله قتلهم بما يسّره لكم من الأسباب الموجبة للنّصر (٣).
القول الثّالث:
إنّ الآية على ظاهرها والقتل لم يكن من المؤمنين إنّما كان من الله عزّ وجلّ حقيقة ومن المؤمنين صوريًّا، وهذه من المعجزات التي أيّد الله بها عباده المؤمنين، فكان المقاتل من المؤمنين يشير بسيفه على رقاب المشركين فتسقط قبل أن يضربها.
وإلى هذا القول ذهب ابن تيمية(٤)، وابن عاشور(٥)، وهذا القول قريب من القول الثّاني إذ المعجزات هي من الأسباب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنّ الله سبحانه خرق العادة في ذلك، فصارت رؤوس المشركين تطير قبل وصول السّلاح إليها بالإشارة، وصارت الجريدة(٦) تصير سيفًا يقتل به(٧).

(١) انظر الفتوحات الإلهية (٢/٢٣٤).
(٢) أنموذج الجليل (١٦٥).
(٣) فتح القدير (٢/٢٩٤).
(٤) انظر مجموع فتاوى ابن تيمية (١٥/٤٠).
(٥) انظر التحرير والتنوير (٩/٩٣).
(٦) الجَرِيدَةُ بفتح الجيم وكسر الراء جمعها جَرائدُ، وجَرِيدٌ: هي أغصان النخل، انظر مختار الصحاح (٥٦)، ولسان العرب (٢/٢٣٧).
(٧) مجموع فتاوى ابن تيمية(١٥/٤٠).

إن إسلامهم لو كانوا أسلموا كان أحب إليه من إقامتهم على كفرهم وتكذيبهم إياه حتى يستحقوا ذلك من الله، وإنما وصفه الله جل ثناؤه بأنه عزيز عليه عنتهم، لأنه كان عزيزاً عليه أن يأتوا ما يعنتهم، وذلك أن يضلوا فيستوجبوا العنت من الله بالقتل والسبي(١).
وفي وصف حال النبي - ﷺ - مع أمته يقول الفخر الرازي :
كيف يكون كذلك(٢)، وقد كلفهم في هذه السورة بأنواع من التكاليف الشاقة التي لا يقدر على تحملها إلا الموفق من عند الله تعالى ؟
قلنا: قد ضربنا لهذا المعنى مثل الطبيب الحاذق والأب المشفق، والمعنى: أنه إنما فعل بهم ذلك ليتخلصوا من العقاب المؤبد، ويفوزوا بالثواب المؤبد(٣).
إذن يتضح من كلام ابن جرير - رحمه الله تعالى - أن ما جاء عن النبي - ﷺ - من قتل للمشركين من قومه وسبي لأطفالهم وسلب لأموالهم يشق عليه كما يشق عليهم ويؤذيهم، ولكن لا تمنع هذه المشقة والعنت أن يفعل عليه الصلاة والسلام ما قدره الله تعالى له ولقومه.
ثم لا يخفى علينا مواقفه - ﷺ - العديدة الدالة على شفقته على قومه وتردده في قتالهم كما كان في غزوة بدر وتحذيرهم للرجوع عن الحرب(٤) وعفوه عنهم عند فتح مكة(٥) ودعائه لهم في غزوة أحد(٦)
(١) تفسير الطبري (١١/١٠٠).
(٢) أي كيف يكون رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين وقد كلفهم بهذه التكاليف.
(٣) مفاتيح الغيب (١٦/١٨٨).
(٤) انظر مسند الإمام أحمد (٢/١٩٣)، وكتاب المغازي للواقدي (١/٦١)، وسيرة ابن هشام (١/٦٢٢-٦٢٣).
(٥) انظر صحيح البخاري كتاب الجزية، باب أمان النساء، رقم (٣١٧١)، وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، رقم (٣٣٦)، ومسند الإمام أحمد (٤/٤٢٣).
(٦) انظر صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث بينما امرأة ترضع ابنها إذ مر بها راكب، رقم
٣٤٧٧)، صحيح مسلم، كتاب الجهاد، رقم (١٧٩٢).

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ ;o

qè%... } الآية... ٦٠... ٢٨، ٢٩، ٢٢٨

﴿ مَا كَانَ @cسة الآية... ٦٧... ٢٣١، ٢٣٣، ٢٣٥، ٢٣٦
﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا ِNè؟ُ‹s{r&... ﴾ الآية... ٦٨... ٢٣١، ٢٣٦، ٢٣٧
﴿ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ Wx"n=xm طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ... ﴾ الآية... ٦٩... ٢٣٦، ٢٣٧
سورة التوبة
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ ×ouن!#uچt/ مِنَ اللَّهِ ے¾د&د!qك™u'ur إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ... ﴾ الآية... ١... ٣١، ٢٣٨
﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ ٩چهkô­r&... ﴾ الآية... ٢... ٣١، ٢٣٨
﴿ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ tûüد. خژô³كJّ٩$#... ﴾ الآية... ٤
﴿... َOèdrن‹نzur وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ... ﴾ الآية... ٥
﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ... ﴾ الآية... ١٤
﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا y‰إf"|،tB "!$#... ﴾ الآية... ١٧
﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ y‰إf"|،tB اللَّهِ مَنْ آَمَنَ "!$$خ/... ﴾ الآية... ١٨
﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ئdl!$utù:$#.... ﴾ الآية... ١٩
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ (#ûqمZtB#uن إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ س

pgwU... ﴾ الآية... ٢٨... ٣٠، ٢٤٢، ٢٤٧

﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ حچ½zFy$#... ﴾ الآية... ٢٩... ٣٦، ٢٤٨، ٢٥٠
﴿... ڑْïد%©!$#ur يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا $pktXqà)دےZمƒ.. ﴾ الآية... ٣٤... ٢٥٢، ٢٥٧
﴿...(#qè=دG"s%ur الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا ِNن٣tRqè=دG"s)مƒ... ﴾ الآية... ٣٦
﴿ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا... ﴾ الآية... ٣٩
﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِن اللَّهَ مَعَنَا... ﴾ الآية... ٤٠
﴿ انْفِرُوا $]ù$xے½z وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا ِNà٦د٩¨uqّBr'خ/... ﴾ الآية... ٤١


الصفحة التالية
Icon