وأخيراً وليس آخراً إن كان هناك شكر خاص عليه سيما الحب والتواضع والتقدير والعرفان، فهو لمن فتح لي قلبه قبل أن يفتح لي بيته أو مكتبه، من اكتسبت منه الأخلاق الفاضلة الرفيعة، والابتسامة الدائمة، قبل أن أكتسب من علمه الغزير وفهمه السديد، المشرف على الرسالة فضيلة الشيخ الدكتور: سعيد بن جمعة الفلاح، والمشرف المساعد فضيلة الشيخ الدكتور: عبد العزيز بن محمد السعيد، رئيس قسم السنة وعلومها، حفظهما الله وأطال في أعمارهما على طاعته، ونفع الله الإسلام والمسلمين بعلمهما.
ولا أنسى مكتبتي الخاصة التي غمرتني بعلمها وعلومها، مكتبة الإمام ابن القيم - يرحمه الله - في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بسلطانة، فالشكر موصول لكل القائمين عليها، ولكل من أعانني في هذه الرسالة بنصح أو توجيه أو إعارة، فلهم مني جميعاً أجزل الشكر والتقدير، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الدّراسة النّظريّة

التمهيد

صِلة القرآن بالسُّنَّة
تمهيد
صِلة القرآن بالسُّنَّة
كتاب الله تعالى هو الأصل الأول في التشريع الإسلامي، والسنة هي الأصل الثاني، وعلى هذا فصلة القرآن بالسنة أن كليهما مصدر من مصادر التشريع.
فالسنة مبينة للقرآن وشارحة له، تفصل مجمله، وتوضح مشكله، وتقيد مطلقه، وتخصص عامه، وتبسط ما فيه من إيجاز.
قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (١).
فما جاء عن النبي - ﷺ - من القرآن والسنة هو وحي من عند الله ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤) ﴾ (٢).
وإذا كان المصدر واحداً، والمنهج واحداً، فهما متفقان ومتعاضدان ولا وجه للتعارض بينهما.
(١) سورة النحل: آية (٤٤).
(٢) سورة النجم: آية (٣-٤).

الذي يظهر مِمّا تقدّم من أقوال العلماء السّابقة في الجمع بين الآية والحديث أنّه ليس بينها تعارض فالآية يمكن حملها على جميع ما تقدّم من الأقوال ويكون المراد بنفي القتل من المسلمين وإثباته لله عزّ وجلّ عن الأسباب الموجبة للنّصر على المشركين وأنّ تلك الأسباب هي التي قدّرها الله تعالى للمسلمين، وليس هناك دليل صحيح لتخصيص قول دون قول بالآية، فالأولى أن تحمل الآية على العموم.
أمّا عن القول الثّالث والذي ينفي كون الآية سيقت لإثبات القضاء والقدر، وأنّ ذلك من المعجزات التي أكرم الله تعالى بها رسوله صلّى الله عليه وسلّم والصّحابة.
فالجواب: إنّ هذا القول لا ينافي ما تقدّم بأن نقول أنّ هذه الأسباب والأمور التي قدّرها الله تعالى هي من المعجزات والكرامات التي خصّ الله تعالى بها الرّسول - ﷺ - والمسلمين وتكون الآية جمعت بين الأقوال في المسألة ومغزى القول الثالث، والله تعالى أعلم.
سبب نزول قوله تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ (١)وسياق الآية
الآية:
قوله تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾.
الحديث:
(١) سورة الأنفال: الآية (١٧).

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي - ﷺ - إذا ثارت ريح استقبلها وجثا على ركبتيه وقال: (اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً)(١).
وجه موهم التعارض بين الآية والحديث:
في الحديث لَمّا ذكر الرياح والريح فرّق بينهما فجعل الريح بالجمع بمعنى الرحمة وبالإفراد بمعنى العذاب، ولكن في الآية جاءت الريح بالإفراد على المعنيين مرة بالريح الطيبة ومرة بالريح العاصف، فكيف يمكن الجواب على موهم التعارض بين ما جاء في الحديث من التفريق بين معنى الريح بالجمع والإفراد وما جاء في الآية من عدم التفريق ؟
مسالك العلماء تجاه موهم التعارض
سلك العلماء -رحمهم الله تعالى- تجاه موهم التعارض بين الآية والحديث مسلك الترجيح فرجحوا في ذلك ظاهر الآية على ما جاء في الحديث وأنه لا فرق في الريح من حيث الجمع والإفراد فالريح المفردة تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، وما جاء في الحديث من تخصيص لا يصح لضعف الحديث(٢)، ومخالفته النصوص الظاهرة كما في الآية وكما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: (الريح من روح الله تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فلا تسبوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها)(٣).
(١) سبق تخريجه ص (٢١).
(٢) انظر كلام العلماء على الحديث ص (٢١).
(٣) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح
(٥٠٩٧)، وابن ماجه في سننه، كتاب الأدب، باب النهي عن سب الريح، رقم (٣٧٢٧)، وابن أبي شيبة في مصنفه
(١٠/٢١٦)، والإمام أحمد في مسنده (٢/٢٥٠، ٢٦٧، ٢٦٨، ٤٣٦، ٤٣٧)، وعبد الرزاق في مصنفه
١١/٨٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٠)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٩٣٢)، وابن حبان في صحيحه (١٠٠٧)، والطبراني (٩٧١، ٩٧٣، ٩٧٤)، والحاكم في المستدرك (٤/٣١٨) وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/٢٦١).

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بb$|، د=خ/ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ... } الآية... ٤... ٣٧٧، ٣٧٩
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ... ﴾ الآية... ١٣
﴿ أَلَمْ uچs؟ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ZpyJد=x. طَيِّبَةً ;ouچyft±x. ؛pt٧حh‹sغ... ﴾ الآية... ٢٤
﴿ 'دA÷sè؟ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا... ﴾ الآية... ٢٥... ٣٨١، ٣٨٢، ٣٨٤
﴿ وَمَثَلُ >pyJد=x. خَبِيثَةٍ >ouچyft±x. خَبِيثَةٍ ôM¨VçGô_$#... ﴾ الآية... ٢٦
﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ (#qà)دےZمƒur.. ﴾ الآية... ٣١
﴿... وَمَنْ 'دT$|ءtم فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾... ٣٦
﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ... ﴾ الآية... ٤٨... ٣٣٩، ٣٤٠
سورة الحجر
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا uچّ. دe%!$# وَإِنَّا لَهُ tbqفàدے"utm: ﴾... ٩... ٣
﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾... ٧٢
﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ... ﴾ الآية... ٨٥... ٢٩، ٣٩٠، ٣٩٢
﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾... ٩٤... ٢٩، ٣٩٠، ٣٩٢
سورة النحل
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا... ﴾ الآية... ١٨... ١٦٣
﴿... ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾... ٣٢... ٩٩، ١٠٠
﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا çm"tRôٹu'r& أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾... ٤٠
﴿ !$uZّ٩u"Rr&ur إِلَيْكَ uچٍ٢دe%!$# لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا tAحh"çR ِNخkِژs٩خ)... ﴾ الآية... ٤٤... ٣، ١٣، ١٦١
﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ... ﴾ الآية... ٥٣
﴿... ں@‹خ/¨uژ| تَقِيكُمُ الْحَرَّ... ﴾ الآية... ٨١... ١٧٨، ١٧٩
﴿... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ... ﴾ الآية... ٨٩
سورة الإسراء
الآية... الرقم... الصفحة


الصفحة التالية
Icon