قال ابن مسعود: إذا حدثتكم بحديث.. أنبأتكم بتصديقه من كتاب الله(١).
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله - ﷺ - على وجه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله(٢).
قال الإمام الشافعي: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة، وجميع السنة شرح للقرآن(٣).
وقال بعض السلف: ما سمعت حديثاً إلا التمست له آية من كتاب الله(٤).
وقال ابن بُرجان: ما قال النبي - ﷺ - من شيء، فهو في القرآن أو فيه أصله، قَرُب أو بَعُد، فَهِمه من فَهِم، وَعَمه عنه من عَمِه، وكَذا كل ما حكم أو قَضى به(٥).
ذكر ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- مثالاً في بيان صلة القرآن بالسنة فقال:

(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٢٢/١٤٦)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/٢٣٣) مختصراً، والحاكم في المستدرك
(٢/٤٦١) وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي في شعب الإيمان (١/٤٣٤)، وفي الأسماء والصفات (٢/٣٤)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٥٤): رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن، وقال في (١٠/٩٠): رواه الطبراني وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجاله ثقات. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/٥٥٧)،(٥/٤٦٢)،(٦/٤٨١) إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات وفي عذاب القبر.
(٢) أخرجه الصنعاني في تفسيره (٢/٣٠٣)، والطبري في تفسيره (١٢/٢٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/٢٠١٥)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٣/٥٨٧) إلى ابن أبي حاتم.
(٣) انظر الإكليل للسيوطي (١/٢٣٧، ٢٣٨)، أبجد العلوم (٢/١٩٠، ٢٠٠)، وقواعد التحديث للقاسمي(٢/ ٥٩).
(٥) انظر البرهان في علوم القران ( ٢/١٣٩)، والإكليل (١/٢٤٢).

عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي - ﷺ - يريده، فاعترض له رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله - ﷺ - فخلوا سبيله فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، ورأى رسول الله - ﷺ - ترقوة أٌبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة فطعنه بحربته فسقط أبي عن فرسة ولم يخرج من طعنته دم فكسر ضلعًا من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له: ما أعجزك إنما هو خدش فذكر لهم قول رسول الله - ﷺ - :(بل أنا أقتل أبيًا) ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين فمات أُبي إلى النار فسحقًا لأصحاب السعير قبل أن يقدم مكة فأنزل الله: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ (١).
وجه موهم التعارض بين الآية والحديث:
الآيات التي قبل هذه الآية وبعدها وكذلك سياق الآية وبعض آثار السلف تدل على أن سبب نزول الآية هو ما حدث من رمي النبي - ﷺ - التراب في وجوه المشركين يوم بدر(٢)، بينما الخبر الذي معنا في سبب نزول الآية يدل على أن الرمي لم يكن في غزوة بدر، بل كان في غزوة أحد، فكيف يمكن دفع موهم التعارض ؟
مسالك العلماء تجاه موهم التعارض
سلك العلماء تجاه هذا التعارض مسلك الترجيح وتعددت ولهم في ذلك قولان:
القول الأول:
(١) سبق تخريجه (٢٤).
(٢) انظر ص (٢٠٠).

فهذه الريح جاءت بالإفراد على المعنيين بمعنى الرحمة وبمعنى العذاب.
قال الطحاوي: وفي جميع ما روينا أن الريح قد تأتي بالرحمة، وقد تأتي بالعذاب، وأنه لا فرق بينهما إلا في الرحمة والعذاب، وأنها ريح واحدة لا رياح(١).
فالتعارض بين الدليلين يكون عندما يكون كلا الدليلين حجة أو عندما يجهل حال أحدهما أو كليهما، ولكن عندما يكون أحدهما ليس بحجة لضعفه فلا يصح أن يكون الضعيف مقابلاً للصحيح ومعارضاً له لعدم استوائهما، وأن هذا التعارض مجرد تعارض ظاهري وليس حقيقي، ويرجح في ذلك الصحيح على الضعيف ويندفع إيهام التعارض، والله تعالى أعلم.
حقيقة الدنيا بالنسبة للمؤمن
الآية:
قوله تعالى: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ (#ûqç/qè؟ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا $·Z|،xm إِلَى ٥@y_r& 'wK|،-B وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي ٥@ôزsù فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا 'دoTخ*sù أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ
Aژچخ٦x. ﴾
(٢).
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ - :(الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)(٣).
عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت يا رسول الله! أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه)(٤).
وجه موهم التعارض بين الآية والأحاديث:
(١) شرح مشكل الآثار (٢/٣٨٦).
(٢) سورة هود: آية (٣).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، رقم (٢٩٥٦).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، رقم (٢٣٩٨) وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في سننه، كتاب الطب (٣/٣١٨)، وابن ماجه في سننه، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء رقم (٤٠٢٣)، والحاكم في المستدرك (١/٩٩-١٠٠) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين.

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ... } الآية... ١... ١٣١
﴿... وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾... ١٥
﴿... مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴾... ٩٧
سورة الكهف
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ﴾... ٢٣... ٣٤٤
﴿ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ... ﴾ الآية... ٢٤
﴿ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴾... ١٠٠
سورة مريم
الآية... الرقم... الصفحة
﴿... يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ $Z"ّ‹x© $wƒحچsù ﴾... ٢٧... ٣٦٩
﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ r&uچّB$# سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ إ٧-Bé& $w‹ةَt/ ﴾... ٢٨
سورة طه
الآية... الرقم... الصفحة
﴿... وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ... ﴾ الآية... ٩٧
﴿... وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾... ١٢١... ١٢٨
سورة الأنبياء
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ 'دoTخ) إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ y٧د٩¨x‹sù دmƒح"ّgwU جَهَنَّمَ... ﴾ الآية... ٢٩... ٣٧٩
سورة الحج
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ... ﴾ الآية... ٥... ٧١
سورة النور
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ uچں٢ُ‹مƒur فِيهَا اسْمُهُ... ﴾ الآية... ٣٦... ٢٤٤
سورة الفرقان
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ... ﴾ الآية... ٤٨... ١٣٧
﴿... لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴾... ٧٣... ٣٦٦
سورة الشعراء
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي tûïحچ½zFy$# ﴾... ٨٤... ٨٥
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ ڑْüخ/uچّ%F{$# ﴾... ٢١٤... ٣٨٠
سورة القصص
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ y٧¯Rخ) لَا "د‰÷ksE مَنْ أَحْبَبْتَ... ﴾ الآية... ٥٦... ٣١١
سورة الروم
الآية... الرقم... الصفحة
{...


الصفحة التالية
Icon