وقد بذلت جهدي في جمع ما يتوهم من التعارض بين الآيات والأحاديث من مظانه من كتب التفسير ومشكل القرآن ومتشابهه، وشروح الحديث ومشكله ومختلفه، وقد استغرق ذلك مني ما يقرب من عشرين شهراً.
و منهجي في دراسة ذلك وفق ما يلي :-
١- ترتيب هذه المواضع حسب ترتيب المصحف في سوره وآياته.
٢- ترقيم الأمثلة من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الأنعام ترقيماً عاماً، وترقيماً خاصاً لكل سورة، وذلك في بداية كل موضع من المواضع.
٣- كتابة الآية، وإذا كان هناك أكثر من آية تشترك في إيهام التعارض مع الأحاديث فإني أثبتها في الموضع الأول منها شريطة أن تكون داخل نطاق البحث، وأما ما كان من الآيات خارج نطاق البحث فإني أذكره في الهامش.
٤- كتابة موهم التعارض من السنة، وذلك بكتابة الحديث أو الأحاديث التي يوهم ظاهرها معارضة الآية، وقد التزمت أن أذكر من الأحاديث ما يذكره من أشار إلى التعارض، وفي حالة عدم ذكره للأحاديث واقتصاره على موضوعها كأن يقول : أحاديث الشفاعة أو أحاديث البيوع المنهي عنها مثلاً، فإني أذكر من الأحاديث أقواها وأصحها سنداً مما اطلعت عليه، وفي حالة كون الأحاديث كثيرة فإني اقتصر على طرف منها.
٥- بيان وجه التعارض المتوهم.
٦- ذكر من أشار إلى التعارض المتوهم، وقد جعلت ذلك في الهامش من أجل أن لا يفصل بين وجه التعارض المتوهم ودفعه.
٧- دفع موهم التعارض، وذلك بنقل كلام العلماء من المفسرين و المحدثين و غيرهم حول الآية و الحديث، وبيان مسالكهم في دفع التعارض.
٨- التوجيه والترجيح بين مسالك العلماء وأقوالهم في دفع التعارض، ومناقشتها
وبيان الراجح منها مؤيداً ذلك بالأدلة ما أمكن.
٩- عدم بحث المسائل و القضايا المتعلقة بالآية و الحديث الموهم تعارضهما إلا بقدر
ما يدفع التعارض ويزيل الإشكال.
المنهج العام في كتابة البحث :-
١- عزو الآيات بذكر اسم السورة ورقم الآية.
وفي رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله - ﷺ - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده :" سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن "(١).
ومن أمثلته أيضاً ما جاء عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : لما نزلت :﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء : ٢١٤]، صعد النبي - ﷺ - على الصفا فجعل ينادي : يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً ينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال :" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي ؟ "، قالوا : نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال :" فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد... "(٢).

(١) أخرجها البخاري في التفسير، باب قوله :﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ كx÷Gxےّ٩$#ur... ﴾، رقم ( ٤٩٦٨) ٦/١٧٨، ومسلم في الصلاة، رقم (٤٨٤) ١/٣٥٠.
(٢) أخرجه البخاري في التفسير، باب قوله :﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾، رقم (٤٧٧٠) ٦/١١١، ومسلم في الإيمان، رقم (٢٠٨) ١/١٩٣.

٣- الرد على أهل الأهواء من الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة الذين يردون العمل ببعض الأحاديث الثابتة والمتواترة، ويرون أنها متعارضة مع ظواهر النصوص القرآنية، ومن هؤلاء الجهمية(١)، والقدرية(٢)،
(١) الجهمية : هم أتباع جهم بن صفوان، وهو من الجبرية الخالصة حيث زعم أنه لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى، وزعم أيضاً أن الإيمان هو المعرفة بالله تعالى فقط، وأن الإيمان لا يتبعض ولا يتفاضل أهله فيه، ظهرت بدعته بترمذ وقتله مسلم بن أحوز المازني بمرو في آخر ملك بني أمية. انظر : مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٢١٤، ٣٣٨، الفرق بين الفرق للبغدادي ص ١٩٤، الملل والنحل للشهرستاني ١/٨٦.
(٢) القدرية : تنقسم القدرية إلى فرقتين، الأولى : تنكر سبق علم الله بالأشياء قبل وجودها، وتزعم أن الله لم يقدر الأمور أزلاً، ولم يتقدم علمه بها، وإنما يأتنفها علماً حال وقوعها، والثانية : يقرون بتقدم علم الله تعالى لأفعال العباد قبل وقوعها، لكنهم خالفوا السلف في زعمهم أن أفعال العباد ليست مخلوقة لله تعالى ولا مقدورة له، وأن العباد هم الموجدون لأفعالهم على جهة الاستقلال، وهذا المذهب هو الغالب عليهم آلان، وأول من أظهر بدعة القدر معبد الجهني، ثم تبناها المعتزلة بعد ظهورهم، وإن كانوا يؤمنون بعلم الله المتقدم وكتابته السابقة.
انظر : الفرق بين الفرق ص ٢٥، مجموع فتاوى ابن تيمية ٨/٤٥٠، لوامع الأنوار للسفاريني ١/٢٩٩-٣٠١.

يدل ظاهر هذه الآيات على نفي الشفاعة ؛ لأن كلمتي ( شفاعة ) و ( شفيع ) في الآيات نكرتان في سياق النفي، وذلك من صيغ العموم(١)، فتفيد الآيات نفي عموم الشفاعة، والأحاديث تدل على إثبات الشفاعة يوم القيامة(٢).
دفع موهم التعارض :
تنقسم الشفاعة إلى قسمين :
١- شفاعة دنيوية : وهي التوسط لدى السلطان، وأصحاب الجاه ونحوهم من أصحاب الحقوق، والسعي إليهم لقضاء حوائج الآخرين، أو درء الظلم عنهم ونحو ذلك، وهذه الشفاعة محمودة ما لم يكن فيها إبطال للحقوق، أو إقرار للباطل، أو تعطيل للحدود(٣).
وقد دلت النصوص على ذلك فقد قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا ﴾ [النساء : ٨٥].
وكان النبي - ﷺ - إذا جاءه السائل أو طلبت إليه حاجة، يقول ما يرويه عنه أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - :" اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه - ﷺ - ما شاء "(٤).
(١) انظر : روضة الناظر لابن قدامة ( نزهة الخاطر العاطر ٢/١٢٤)، تفسير النصوص في الفقه الإسلامي لمحمد أديب الصالح ٢/١٢ وما بعدها، شرح الورقات في أصول الفقه للفوزان ص١١٠وما بعدها.
(٢) وقد أشار إلى ما قد يتوهم من التعارض بين هذه الآيات والأحاديث ابن جرير في جامع البيان ١/٦٣٧، وابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود ١٠/٤٠٩.
(٣) انظر : شرح النووي لصحيح مسلم ١٦/١٧٧، الأذكار للنووي ص٢٩٠.
(٤) أخرجه البخاري في الزكاة، باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، رقم (١٤٣٢)٢ /١١٣، ومسلم في البر والصلة والآداب، رقم (٢٦٢٧)٤/٢٠٢٦.

٩-٩- قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي 'n=÷Fs)ّ٩$#... ﴾ [البقرة : ١٧٨] (١).
موهم التعارض من السنة :
عن أبي جحيفة(٢) - رضي الله عنه - قال : سألت علياً - رضي الله عنه - هل عندكم شيء مما ليس في القرآن ؟، وقال ابن عيينة(٣)مرة : ما ليس عند الناس، فقال : والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهماً يُعطى رجلٌ في كتابه، وما في الصحيفة، قلت : وما في الصحيفة، قال :" العقل(٤)، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر"(٥).
وجه التعارض المتوهم :
(١) نظير هذه الآية من حيث العموم قوله تعالى :﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾ [المائدة : ٤٥ ].
(٢) أبو جحيفة هو : وهب بن عبد الله السوائي، يقال له : وهب الخير، مشهور بكنيته أبو جحيفة، صحابي معروف، صحب علياً - رضي الله عنه -، مات - رضي الله عنه - سنة (٧٤هـ).
انظر : الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩/٢٢، تقريب التهذيب لابن حجر ص ٥٨٥.
(٣) ابن عيينة هو : سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ، فقيه إمام حجة، إلا أنه تغير حفظه بآخرة، وربما دلس لكن عن الثقات، مات سنة (١٩٨هـ).
انظر : الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤/٢٢٥، تقريب التهذيب لابن حجر ص٢٤٥.
(٤) العقل هو : الدية، وأصله أن القاتل كان إذا قتل قتيلاً جمع الدية من الإبل، فعقلها بفناء أولياء المقتول ؛ أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم، ويقبضوها منه، فسميت الدية عقلاً بالمصدر.
انظر : النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة ( عقل ).
(٥) أخرجه البخاري في الديات، باب لا يقتل المسلم بالكافر، رقم (٦٩١٥) ٩/١٢.

وجزم به أبوحامد الرازي(١)، وذكره الحازمي في الاعتبار(٢)، وهو الذي يفهم من كلام ابن حجر(٣).
ثالثاً : مسلك الترجيح :
وذلك بتقديم قوله تعالى :﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [ البقرة : ١٨٧] على حديث حذيفة - رضي الله عنه - ؛ وذلك لأمرين :
١- أن الحديث فيه مقال.
٢- أن الحديث من أخبار الآحاد، فلا يجوز الاعتراض به على القرآن في قوله تعالى :﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾.
وممن ذهب إلى الترجيح الجصاص في أحكام القرآن(٤).
التوجيه والترجيح :
دل الكتاب والسنة على أن الحد الذي يجب بتبينه الإمساك عن المفطرات لمن أراد الصيام، هو أن يظهر بياض النهار من سواد الليل، وذلك بطلوع الفجر الصادق، وبذلك قال عامة علماء الأمة كما سبق بيانه.
والذي يظهر في هذه المسألة ـ على القول بصحة الحديث مرفوعاً ـ أن الأخذ بمسلك الجمع هو الأولى ؛ لأن فيه إعمالاً لجميع الأدلة، وإعمال الأدلة أولى من إهمالها أو بعضها، ولكون مذهب النسخ بعيداً كما سيأتي بيانه.
والجمع الذي يظهر رجحانه ـ والله أعلم ـ هو الوجه الأول من أوجه الجمع ؛ وهو أن المراد بقول حذيفة - رضي الله عنه - :" هو النهار " ؛ أي قرب النهار كما تقدم.
(١) انظر : الناسخ والمنسوخ في الأحاديث ص ٦٢.
(٢) انظر : الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص ٣٦٢.
(٣) انظر : فتح الباري ٤/١٣٩، تحفة الأحوذي للمباركفوري ٣/٣٨٨.
(٤) انظر : ١/٢٨٥.

أتت النبي - ﷺ -، فقالت : والله ما أعتب على ثابت(١)في دين ولا خلق، ولكني أكره الكفر في الإسلام، لا أطيقه بغضاً، فقال النبي - ﷺ - :" أتردين عليه حديقته ؟ "، قالت : نعم، فأمره النبي - ﷺ - أن يأخذ منها حديقته ولا يزداد(٢).
وجه التعارض المتوهم :
(١) ثابت هو : أبو محمد، ثابت بن قيس بن شماس بن زهير الخزرجي، صحابي جليل، كان خطيب النبي - ﷺ -، شهد أحداً وما بعدها، قتل - رضي الله عنه - يوم اليمامة. انظر : أسد الغابة لابن الأثير ١/٣٣٩، الإصابة لابن حجر ١/٥١١.
(٢) أخرجه ابن ماجه في الطلاق، باب المختلعة يأخذ ما أعطاها، رقم (٢٠٥٦)١/٦٦٣، من طريق أزهر بن مروان عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنه -.
والحديث بهذا الإسناد قال عنه ابن كثير في تفسيره ١/٦٢٠ :" وهذا إسناد جيد مستقيم "، وقال عنه ابن حجر في الدراية ٢/٧٥ :" وأخرجه ابن ماجه والطبراني من وجه آخر صحيح " ثم ذكره، وصححه الألباني في إرواء الغليل ٧/١٠٣.
وأصل الحديث أخرجه البخاري في الطلاق، باب الخلع وكيف الطلاق فيه، رقم (٥٢٧٣) ٧/٤٦ من طريق أزهر بن جميل قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنه -، بدون قوله ( ولا يزداد ).

وكان - ﷺ - رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين، ويدل لذلك قوله تعالى :﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة : ١٢٨]، ولم يكن فظاً غليظاً في معاملته لهم، بل كان سهلاً ليناً، كما قال سبحانه :﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران : ١٥٩]، وكان - ﷺ - في ذلك كله ممتثلاً أمر الله تعالى له بذلك، في قوله :﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ الشعراء : ٢١٥].
أما في جانب الكفار، فقد أمره الله تعالى بالغلظة معهم فقال :﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [ التوبة : ٧٣].
وإذا تمهد هذا فقد سلك أهل العلم في دفع ما يتوهم من التعارض بين قوله تعالى :
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ وبين ما جاء في الحديث المتقدم من قول النسوة اللاتي قلن لعمر - رضي الله عنه - :" أنت أفظ وأغلظ من رسول الله - ﷺ - "، مسلك الجمع، وذكروا في ذلك وجوهاً منها ما يلي :
الوجه الأول : أن الآية الكريمة تنفي وجود الفظاظة والغلظة في رسول الله - ﷺ - كصفة لازمة، أما وجودها في بعض الأحوال، كمع الكفار أو عند انتهاك حرمات الله مثلاً، فغير منفي، وهو المقصود من الفظاظة والغلظة المستفادة من أفعل التفضيل المذكور في الحديث.
وبعد ذلك يتبين أن القول بالجمع بين الحديثين هو الأولى، وبه يزول ما يتوهم من التعارض بين قوله تعالى :(#qè=ن٣sù ﴿ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ﴾ وما يوافقه من حديث عدي - رضي الله عنه - وبين حديث أبي ثعلبة - رضي الله عنه -، ولله الحمد والمنة.
- - -
٥١-٢- قال تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [المائدة : ٤].
موهم التعارض من السنة :
هذا وقد نفى بعض أهل العلم وجود تعارض بين قوله تعالى :﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [ الأنعام : ١٠٣] والأحاديث التي تدل على إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة ؛ لأن الإدراك المنفي في الآية هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية، فالله سبحانه وتعالى لم ينفِ الرؤية، وإنما نفى الإدراك في كل أحواله في الدنيا والآخرة، فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر، وبدونه، فالرب تبارك وتعالى يرى ولا يدرك، كما يعلم و لا يحاط به علماً(١).
وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية، فقد قال ابن عباس :" قوله :﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ﴾ يقول : لا يحيط بصر أحد بالملك "(٢)، وعن عطية العوفي أنه قال في قوله :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [ القيامة : ٢٢، ٢٣] :" هم ينظرون إلى الله لا تحيط به أبصارهم من عظمته، وبصره يحيط بهم، فذلك قوله :﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ u ﴾ الآية " (٣).
(١) انظر : جامع البيان لابن جرير ٩/٤٦٠، ٤٦١، معاني القرآن للزجاج، معالم التنزيل للبغوي ص ٤٣٥، الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ٣/٣، المحرر الوجيز لابن عطية ٢/٣٣٠، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ١/٤٠٤، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٧/٥٤، منهاج السنة لابن تيمية ٢/٣٢١، حادي الأرواح لابن القيم ص ٣٧٤، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/٣١٠، ٣١١، فتح القدير للشوكاني ٢/١٤٨، تيسير الكريم الرحمن للسعدي ص ٢٦٨، العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير للسبت ٢/٥٠١.
(٢) أخرجه عنه ابن جرير في جامع البيان ٩/٤٥٩.
(٣) أخرجه عنه ابن جرير في جامع البيان ٩/٤٥٩.

٧‹ح´tBِqtƒ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ Zwِqs%... ١٠٩
سورة الأنبياء
ںwur يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٤س|سs؟ِ'$#... ٢٨
!$tBur أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً ڑْüدJn="yèù=دj٩... ١٠٧... -٥١٧
سورة الحج
م‡|،Yu‹sù اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ ¾دmدG"tƒ#uن... ٥٢
سورة المؤمنون
ïئtBur خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ tbrà$خ#"yz... ١٠٣
سورة النور
èpu‹دR#¨"٩$# وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ ;ot$ù#y_... ٢
tûïد%©!$#ur يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ِNèdqç٧د؟%s٣sù... ٣٣
سورة الفرقان
(# qن٩$s%ur أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً Wx‹د¹r&ur... ٥
ڑْïد%©!$#ur لَا يَشْهَدُونَ u'r-"٩$#... ٧٢
سورة الشعراء
$£Jn=sù تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي بûïد‰ِkuژy™... ٦١-٦٢
ِ'ة‹Rr&ur عَشِيرَتَكَ ڑْüخ/tچّ%F﴿$#... ٢١٤
ôظدے÷z$#ur جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ ڑْüدZدB÷sكJّ٩$#... ٢١٥
سورة القصص
ِNs٩urr& نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ &نَسx"... ٥٧
سورة العنكبوت
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ ِNدlخ;$s)ّOr&... ١٣
ںwur تَخُطُّهُ ڑپخYٹدJu‹خ/... ٤٨
سورة الروم
uqèdur الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ... ٢٧
سورة لقمان
بbr& اشْكُرْ لِي y٧÷ƒy‰د٩؛uqخ٩ur... ١٤
سورة الأحزاب

ّٹs٩ur عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ ِNن٣ç/qè=è%... ٥

ّŒخ)ur أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ڑپZدBur... ٧
ô‰s)©٩ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو ©!$#... ٢١
محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي الفزاري... ٢٨٣
محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري المالكي... ١٩٤
محمد بن علي بن وهب بن دقيق العيد القشيري... ١٩٦
محمد بن عمر بن الحسين بن علي الرازي... ١٠٦
محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي الشافعي... ٥٦
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي... ٤٩٠
محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشهير بابن الجزري... ٦١
محمد بن محمد بن مصطفى العمادي، الشهير بأبي السعود... ١٤٦
محمد بن مكرم بن علي ابن منظور الأفريقي المصري... ٣١٩
محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمي الهمذاني... ١٠٧
محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني الشافعي... ٢٥٣
محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي... ١٤٥
محمد جمال الدين بن محمد بن سعيد الحلاق القاسمي... ٤٩١
محمود شكري بن عبد الله بن محمود الألوسي... ١٣٦
محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد أبو محمد بدر الدين العيني... ٢٠٤
المزني = إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل أبو إبراهيم المزني المصري
مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي... ٢٢
معمر بن المثنى التيمي... ٤٥٢
معمر بن عبد الله بن نضلة بن نافع القرشي العدوي... ٢٨٧
المقدام بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد الكندي... ٥٤
مكحول الشامي... ٤٤
مكي بن أبي طالب حمّوش بن محمد القيسي النحوي المقريء... ٣٥٩
ملا علي قاري بن سلطان بن محمد الهروي الحنفي... ٢١٥
المناوي = محمد بن عبد الرؤف بن علي الحدادي المناوي القاهري
منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد التميمي السمعاني... ٣٢٩
موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي... ٢٨٢
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني... ٤٤٩
النحاس = أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي
نصر بن محمد بن أحمد السمرقندي... ٢٣٧
النضر بن شميل... ٤٠٢
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي... ٥٦١
النيسابوري = الحسن بن محمد بن الحسين الشهير بابن القمي
هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي المقرىء... ١٤٦
" تأويل مشكل القرآن، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق : السيد أحمد صقر، المكتبة العلمية، بيروت.
" التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري، تحقيق : علي البجاوي، نشر عيسى البابي الحلبي وشركاه.
" تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، لعثمان بن علي الزيلعي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية.
" التحرير في أصول الفقه، لمحمد بن عبدالواحد السيواسي المعروف بابن الهمام الإسكندري، مطبوع مع شرحه التقرير والتحبير، لمحمد بن محمد بن أمير الحاج الحلبي، تحقيق : عبد الله عمر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٩هـ.
" تحريم نكاح المتعة، لنصر بن إبراهيم المقدسي، تحقيق : حماد الأنصاري، مطبعة المدني، القاهرة، ١٣٩٦هـ.
" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري، تحقيق : عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت.
" تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، ليوسف بن عبد الرحمن المزي، تحقيق : عبد الصمد شرف الدين، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية ١٤٠٣هـ.
" تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب، لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق : عبد الغني الكبيسي، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الثانية، ١٤١٦هـ.
" تحفة الفقهاء، لعلاء الدين محمد السمرقندي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٠٥هـ.
" تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج، لعمر بن علي بن الوادياشي الأندلسي المعروف بابن الملقن، تحقيق عبد الله اللحياني، دار حراء، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، ١٤٠٦هـ.
" التحقيق في أحاديث الخلاف، لعبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي، تحقيق : مسعد السعدني، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٥هـ.


الصفحة التالية
Icon