ثانياً: تعريفه اصطلاحاً: لم يكن للأصوليين تعريف واحد مصطلح عليه بينهم للرد ولعل أقرب ما عرف به هو ما عرفه به صاحب معجم لغة الفقهاء فقال: هو صرف ما جاء على خلاف دليل شرعي لمعارض راجح(١).
ويمكننا أن نعرفه هنا في مقام دفع إيهام التعارض بين القرآن والسنة فنقول: هو صرف الكلام الوارد على أنه حديث - وعدم قبول ما جاء به من حكم معارض لما في الآية لوهن في سنده - أو كونه موضوعاً مختلقاً على رسول الله - ﷺ - فلا تصح دعوى التعارض بينه وبين الآية - فيرد لذلك: وهذا لا يصار إليه إلا بعد البحث في سند الحديث ومتنه واستقراء كلام العلماء الأثبات أصحاب هذا الفن حول رجال الحديث جرحا -وتعديلاً- وضبطا - مع العلم أنه لا يصطدم ولا يتعارض نص صحيح مع عقل صحيح أبدا فهناك أحاديث موضوعة لا يثبت فيها شيء عن رسول الله - ﷺ - وهى تخالف صريح القرآن من ذلك:
١- أحاديث" لا يدخل الجنة ولد زنا "
قال أبو الفرج بن الجوزي: "وقد ورد في ذلك أحاديث ليس فيها شيء يصح وهي معارضة بقوله تعالى ﴿ اwur تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ (٢) [الإسراء: ١٥].
٢- ومنها حديث: مقدار الدنيا وأنها سبعة آلاف سنة، فإنه يخالف قوله تعالى:
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: ١٨٧]
(٢) نقله عنه ابن القيم في المنار المنيف (ص١٢٣، وانظر المصنوع في معرفة الحديث الموضوع لعلي القاري (ص٤٤) وما بعدها ٠