وغير هذه الطرق كثير مما يطول ذكره - غير أني أردت الإشارة إلى أنه لا يوجد حديث صحيح يخالف آية من القرآن الكريم وتنبيها ًعلى ما يظن به أنه حديث والأمر ليس كذلك فليراجع في ذلك كلام العلماء وإثباتاتهم وطرقهم حتى يكون الناظر على بينة من أمره - وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: ٨٦] والله تعالى أعلم.
*... *... *
القسم الثاني
الدراسة التطبيقية
مسألة: ما ذُكر في أكل لحوم الخيل
سورة النحل (الموضع الأول)
قال تعالى: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ (١) [النحل: ٨].
" الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض مع الآية:
١- حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله ﷺ يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، ورخَّص في الخيل (٢).
٢- حديث أسماء رضي الله عنها، قالت: نحرنا على عهد النبي ﷺ فرساً فأكلناه (٣).
" وجه موهم التعارض:
(٢) أخرجه البخاري في كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر (٤٢١٩)، ومسلم في كتاب: الصيد والذبائح باب: في أكل لحوم الخيل (١٩٤١).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب: الذبائح والصيد، باب: النحر والذبح (٥٥١٠)، ومسلم: (١٩٤٢). وفي رواية لمسلم (١٩٤١/ ٣٧) عن أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: أكلنا زمن خيبر: الخيل وحمر الوحش، ونهانا النبي - ﷺ - عن الحمار الأهلي.