ظاهر الآية الكريمة يدل على أن خَلْق الخيل والبغال والحمير للركوب والزينة مع المنافع التي فيها(١). بينما ظاهر الأحاديث تدل على جواز أكل لحوم الخيل (٢)، وأنه مباح لا كراهة فيه(٣).
" الدراسة:
قبل التطرق إلى دفع إيهام اضطراب التعارض؛ فإننا نتعرض لأربعة جوانب في هذه المسألة على النحو التالي:
الجانب الأول: تفسير الآية ومعناها:
قوله تعالى: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
(هذا صنف آخر مما خلق تبارك وتعالى لعباده يمتن به عليهم؛ وهو الخيل والبغال والحمير، والتي جعلها للركوب والزينة بها، وذلك أكبر المقاصد منها، ولما فصلها من الأنعام وأفردها بالذكر) (٤).
الجانب الثاني: الحديث وبيانه.
فنهيه - ﷺ - عن لحوم الحمر الأهلية، ورخصته في الخيل؛ يدل على جواز أكل لحوم الخيل(٥)، ولا كراهة فيها وإباحتها. وكذا نحر الفرس(٦).
الجانب الثالث: اختلاف العلماء في أكل لحوم الخيل:
اختلف العلماء في أكل لحوم الخيل على قولين:
القول الأول: لا يجوز أكل لحوم الخيل والبغال والحمير، وهو قول أبي حنيفة(٧) والمالكية(٨).
(٢) إكمال العلم (٦/٣٨٤)، وفتح الباري (٩/٦٥٢).
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي (١٣/٩٥).
(٤) انظر: تفسير الطبري (٧/٥٦٢)، الجامع لأحكام القرآن (١٠/٧٦)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٨/٢٩٣)، والقول له..........
(٥) إكمال المعلم (٦/٣٨٤)، وفتح الباري (٩/٦٥٢).
(٦) صحيح مسلم بشرح النووي (١٣/٩٥-٩٦).
(٧) شرح معاني الآثار (٤/٢١٠)، والمبسوط (١١/٢٣٤)، وبدائع الصنائع (٥/٣٨-٣٩)، ومجمع الأنهر (٢/٥١٣ - ٥١٤)، والجوهرة النيرة (٢/١٨٨).
(٨) الاستذكار(١٥/٣٣١) وأحكام القرآن(٣/١١٤٤) وإكمال المعلم (٦/٣٨٣) والجامع لأحكام القرآن(١٠/٧٦).