وهو قتل حمزة عم النبي - ﷺ -، عندما أشرف النبي - ﷺ - على حمزة فرآه صريعاً فلم ير شيئاً أوجع لقلبه منه؛ فقد وجده قد شُق بطنه، واصطلم أنفه، وجُدعت أذناه، فقال:(لولا أن تحزن النساء أو تكون سُنّة بعدي لتركته حتى يبعثه الله تعالى من بطون السباع وقال: لأقتلن مكانه سبعين) فنزلت: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ (١).
وعندها نزل جبريل - والنبي - ﷺ - واقف - بخواتيم النحل: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ٠٠ ﴾ الآيات فصبر النبي، وكفّر عن يمينه، ولم يمثّل بأحد (٢).
وقال ابن كثير في تفسيره للآية: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ ¾دmخ/٠٠٠٠ ﴾ يأمر تعالى بالعدل في القصاص والمماثلة في استيفاء الحق؛ وإن أخذ منك رجل شيئاً فخذ منه مثله. وقال ابن زيد: كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين، فأسلم رجال ذوو منعة فقالوا: يا رسول الله، لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب، فنزلت هذه الآية(٣). وقيل: والمعاقب: الجزاء على فعل السوء بما يسوء فاعل السوء.
(٢) أحكام القرآن لابن العربي (٣/١١٩٠).
(٣) تفسير القرآن العظيم (٨/٣٦٨-٣٦٩) بتصرف يسير.