يتضح من كلام كلا من "صاحب التحرير والتنوير" و"روح المعاني" أن ثمة فرق بين ما قررته الآية وما قرره الحديث الشريف حيث إن الآية تذكر قاعدة عامة كأصل من أصول الدين وذلك في عدم مؤاخذة أحد بذنب أحد حتى يعلم كلٌ أنه مرهون بعمله لا يتعداه جزاؤه لاسيما إذا عرفنا أن من المفسرين من فسر هذه الآية على أن ذلك يوم القيامة لكن الآية لم تنف عن الجماعة التي تتكون من أفراد تربطهم قرابة من القرابات التعاون والتكاتف في إحقاق الحق وضمان الغرم لأن اليد الواحدة لا تصفق قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: ٢].
* وهذا ما نطق به الحديث وتفردت ببيانه السنة عند وجوب دية الخطأ على العاقلة تنبيها للمجتمع على بيان الإحساس بالمسؤلية وإرساءً لمبدأ التعاون والمواساة حتى يحفظ المجتمع المسلم من مغبة اللامبالاة التي قد يعيشها بعض أفراد المجتمع الواحد حفاظا على دم المسلم مرة وعلى كونه آدمياً مرة أخرى.
* الخلاصة
ومما سبق يتضح لنا زوال إيهام التعارض بين الآية والحديثين وأنه لا منافاة بين ما نصت عليه الآية والحديث من جهة تخصيص الحديث لعموم الآية أو من جهة اختلاف معنى كل منهما عن الآخر فالآية تتحدث عن حمل التبعات والأوزار والحديثين عن التعاون والمواساة. والله تعالى أعلم.
* *... *
مسألة: تحميل مضل الناس أوزار من تبعه
سورة الإسراء (الموضع الثاني)
قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الاسراء: ١٥]
" الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية: