عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه - عن النبي - ﷺ - أنه قال: (من سنّ في الاسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ ومن سنّ في الاسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)(١).
" وجه موهم التعارض بين ظاهر الآية والحديث:
أن الآية تثبت أن لا تبعة لأحد على أحد بينما ظاهر الحديث يدل على أن من سنّ في الناس سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
" الدراسة:
دفع إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث:
مسالك العلماء لدفع إيهام ذلك التعارض:
لقد سلك العلماء لدفع إيهام ذلك التعارض بين ظاهر الآية والحديث مسلك الجمع:
أولاً: أن المعنى المراد في الآية ليس هو المراد في الحديث
قال أبو السعود - رحمه الله -: في معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ :"أنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ليتخلص الثاني عن عقابه ولا يقدح في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) فإن ذلك وزر الإضلال الذي هو وزره"ا. هـ(٢).

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: العلم، باب: من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، (٤/٢٠٥٩، رقم ١٠١٧).
(٢) تفسير أبي السعود (٨/١٦٣).


الصفحة التالية
Icon