عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: (أتدرون من المفلس؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: (إن المفلس من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) (١).
" وجه إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث:
أن الآية تقرر بأن النفس الوازرة - الآثمة المذنبة - لا تحمل ذنوب غيرها على حدّ قوله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: ٣٨]
بينما في ظاهر الحديث أن النفس الوازرة قد تحمل ذنوب غيرها.
قال الطبري: "وقال: ﴿ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ لأن معناها: ولا تزر نفس وازرة وزر نفس أخرى".(٢)
" الدراسة:
دفع إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث:
مسالك العلماء لدفع إيهام ذلك التعارض:
لقد سلك العلماء لدفع إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث: مسلك الجمع وذلك من وجوه:
الوجه الأول: إن ما احتمله من وزر غيره ناتج عن فعل نفسه إذ هو السبب فلما فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ووضعت عليه وهذا هو عين العدل.

(١) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب: البر والصلة والآداب- باب: تحريم الظلم (٤/١٩٩٧، رقم ٢٥٨١)
(٢) تفسير الطبري (١٥ / ٥٤)


الصفحة التالية
Icon