الجواب الجيد عندي أن يقال: الإنسان بسعيه وحسن عشرته اكتسب الأصدقاء، وأولد الأولاد، ونكح الأزواج وأسدى الخير، وتودّد إلى الناس فترحموا عليه، وأهدوا له العبادات، وكان ذلك أثر سعيه كما قال - ﷺ - (إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه)(١).
ويدل عليه قوله في الحديث الآخر: (إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به من بعده، وصدقة جارية عليه أو ولد صالح يدعو لهُ)"(٢) ا. هـ(٣).
وقال الشنقيطي - رحمه الله -: "قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ مُحكمة كما أن القول بأن المراد بالإنسان: خصوص الكافر، غير صحيح أيضًا"(٤).
ثانياً: شرح الحديث:
قال القاضي عياض:
"وقولهُ: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية أو علم ينتفع به): وذلك؛ لأن عمل الميت منقطع بموته، لكن هذه الأشياء لما كان هو سببها، من اكتسابه الولد، وبثه العلم عند من حمله عنه، أو إبداعه تأليفًا بقي بعده، وإيقافه هذه الصدقة بقيت له أجورها ما بقيت ووجدت" (٥). ا. هـ
وقال النووي - رحمهُ الله -:
قوله - ﷺ - :(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) انظر: كتاب الروح (١٢٧ - ١٢٨) بتصرف يسير.
(٤) أضواء البيان، دفع إيهام الاضطراب عند آيات الكتاب (١٠/٢٧٨).
(٥) إكمال المعلم (٥/٣٧٣).