وبه يستدل كثير من الصوفية في ترك أكل الطيبات، ولا أصل له لأن القرآن يرده والسنة الثابتة بخلافه على ما تقرر في غير موضع "
- إلى أن قال: " قال علماؤنا: وهذا مما لا يجوز حمل النفس عليه لأن الله تعالى أكرم الآدمي بالحنطة وجعل قشورها لبهائمهم - فلا يصح مزاحمة الدوابّ في أكل التبن "، ثم قال: " وإذا مالت النفس إلى ما يصلحها فمنعت فقد قوومت حكمة الباري سبحانه وتعالى بردها ثم يؤثر ذلك في البدن فكان هذا الفعل مخالفاً للشرع والعقل ومعلوم أن البدن مطية الآدمى ومتى لم يرفق بالمطية لم تبلُغ.
وروي عن إبراهيم بن أدهم(١) أنه اشترى زبداً وعسلاً - وخبز حواري - فقيل له: هذا كله؟ فقال: إذا وجدنا أكلنا أكل الرجال وإذا عدمنا صبرنا صبر الرجال، وكان الثورى يأكل اللحم والعنب والفالوذج ثم يقوم إلى الصلاة ومثل هذا عن السلف كثير... والأول غلو في الدين إن صح عنهم ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ". ا. هـ(٢)
- هكذا رُدّ هذا الحديث لفظاً ومعنى وقد تكلم جماعة من المحدثين على بعض رجال هذا الحديث جرحاً وتعديلاً وهذه آراؤهم:
... انظر: تقريب التهذيب (ص ١٠٤) رقم (١٤٥)، وحلية الأولياء (٧/٣٦٧ - ٣٩٥) رقم (٤٠٢).
(٢) تفسيرالقرطبي (١٠/٢٩٥-٢٩٦).