- وقال ابن عدى: " بزيع بن حسان أبو الخليل البصرى الخصاف - وقيل: إنه هاشمى " - وقال بعد أن ساق له أشياء رواها بنفس إسناده هنا: " وهذه الأحاديث عن هشام بن عروة بهذا الإسناد مع أحاديث أخرى يروى ذلك كله بزيع أبو الخليل هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها مناكير كلها لا يتابعه عليها أحد وهو قليل الحديث". اهـ(١)
وقال الألباني: " ولم يذكر هذا الحديث السيوطي في جامعيه فأحسن؛ لأنه ظاهر البطلان لمخالفته القرآن". اهـ(٢)
* الخلاصة:
مما سبق يزول إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث وذلك للآتي:
١- إن الحديث منكر موضوع كما أطبق على ذلك جمهرة المحدثين.
وعليه فهو مردود أصلاً فلا يصلح للوقوف به عند الاحتجاج بما جاء فيه فضلاً عن أن يعارض- بعض آي التنزيل الحكيم.
*... *... *
مسألة: تكريم بني آدم على سائر المخلوقات
سورة الإسراء (الموضع الحادي عشر)
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: ٧٠].
ظاهر الآية: تكريم بني آدم على سائر المخلوقات وتفضيله.
" الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية:
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: (اركبوا هذه الدواب سالمة وايتدعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فربّ مركوبة خيرٌ من راكبها، وأكثر ذكرًا لله منه)(٣).
(٢) السلسلة الضعيفة للألباني (٤/٣٧٨).
(٣) أخرجه أحمد (٣/٤٣٩ -٤٤٠، ١٥٦٢٩- ١٥٦٣٩-١٥٦٤٠-١٥٦٤١)، وابن خزيمة (٤/١٤٢، ٢٥٤٤) وابن حبان (١٢/٤٣٧، ٥٦١٩)، والطبراني (٢٠/١٩٣، ٤٣١-٤٣٢)، والحاكم (١/٤٤٤، ٢/١٠٠) وصححه، ووافقه الذهبي.
قال الهيثمي في المجمع (٨/١٠٧): "أحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سهل بن معاذ بن أنس، وثقه ابن حبان، وفيه ضعف". وصححه الألباني في الصحيحة (٢١).