لا تعارض مطلقًا بين ظاهر الآية والحديث؛ فالإنسان هو أكرم مخلوقات الله على الإطلاق، ولكن هو الأكرم والأفضل إن آمن بالله وأطاعه وأخلص في عبادته لخالقه، وأما غير ذلك من الكفار والمشركين، فإن الحيوانات أفضل منهم، فهي تسبح الله عز وجل، كما لا ننسى العصاة من المسلمين الذين يصرون على معصية فيختم لهم بالكفر عافانا الله هم أقل من الحيوانات مرتبة ومنزلة؛ لأنهم أشقى الأشقياء ماتوا على غير توحيد الله عز وجل فاستحقوا أن تقلّ منزلتهم عن أدنى مخلوقات الله وهي الحيوانات، فزالت الشبهة وانتفى التعارض ولله الحمد والمنة.
*... *... *
مسألة: عصمة النبي - ﷺ -
سورة الإسراء (الموضع الثاني عشر)
قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾ [الاسراء: ٧٤]
" الحديث الذي يوهم ظاهره التعارض مع الآية:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي ﷺ يُحرس حتى نزلت هذه الآية: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ فأخرج رسولُ الله - ﷺ - رأسه من القبة فقال لهم: (أيها الناس انصرفوا فقد عصمنى اللهُ) (١).
" وجه إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث:
- أما الآية فتذكر أن من إنعام الله على نبيه - ﷺ - أنه ثبته عن الميل إلى ما دعاه إليه المشركون من الفتنة.