٤- إذا كنا نقول " لا يمكن أن يصطدم عقل صحيح مع نقل صحيح " فإنه وبعد بيان منزلة السنة في الإسلام من القرآن الكريم نستطيع القول:-
بأنه " لايمكن أن يصطدم نقل صحيح مع نقل صحيح أبداً "
حيث قال تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [ النساء: ٨٢]
وقال أيضا: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: ٣-٤].
القسم الأول
الدراسة النظرية
الفصل الأول
التعارض بين نصوص الكتاب والسنة
وفيه مبحثان:
" المبحث الأول: التعارض بين الحقيقة والتوهم: وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف التعارض لغة وإصطلاحاً
المطلب الثاني: تعريف موهم التعارض لغة وإصطلاحاً
" المبحث الثاني: شروط اعتبار التعارض.
المبحث الأول
التعارض بين الحقيقة والتوهم
كل الأمة مجمعون على عدم وجود تعارض حقيقي بين الأدلة القطعية (١).
بمعنى أن هذا الذي يعد تعارضا إنما هو في مجرد الذهن لا في الواقع ونفس الأمر بحيث لو أُطيل النظر ملياً اتضح الحق وزال التوهم.
- وأما الأدلة الضنية سواء في الثبوت أم في الدلالة فقد ذهب جمهرة العلماء من أهل الأصول والحديث والفقه إلى عدم وقوع التعارض الحقيقي بينها أيضا في الواقع ونفس الأمر على وجه الحقيقة(٢).
- وقد روى الخطيب البغدادي عن أبى بكر الباقلاني أنه حكى اتفاق الأمة على منع التعارض في نفس الأمر بين الأدلة الشرعية سواء القطعية منها أو الظنية على حد سواء (٣).
- قال الإمام الشاطبي:

(١) البحر المحيط للزركشي (٦/١١٣)، وشرح الكوكب المنير لابن النجار (/٦٠٧)، وإرشاد الفحول للشوكاني (٢/ ٢٦١).
(٢) إرشاد الفحول للشوكاني (٢/٢٦٣)، وشرح الكوكب المنير (٤/٦٠٩).
(٣) تاريخ بغداد (٥/٣٨٠).


الصفحة التالية
Icon