ظاهر هذه الآية أن الآيات البينات التي أرسلها الله إلى بني إسرائيل: يد موسى، عصاه والسنين، والبحر، والدم، والضفادع، والقمل، والجراد، والطوفان. وهي آيات مادية محسوسة، بينما يفيد ظاهر الحديث أنها أوامر بعبادات: لا تشركوا بالله، لا تزنوا لا تقتلوا النفس التي حرم الله...
" الدراسة:
أولاً: تفسير الآية:
قال الحافظ ابن كثير: يخبر الله تعالى أنه بعث موسى بتسع آيات بينات وهي الدلائل القاطعة على صحة نبوته وصدقه فيما أخبر به عمن أرسله إلى فرعون، وهي العصا واليد والسنين، والبحر، والطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم، آيات مفصلات. قاله ابن عباس....
وقال ابن عباس أيضاً ومجاهد، وعكرمة والشعبي وقتادة: هي يده، وعصاه، والسنين ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي، وجعل الحسن البصري السنين ونقص الثمرات واحدة، وعنده أن التاسعة هي: تلقف العصا ما يأفكون، ﴿ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: ١٣٣].
أي: ومع هذه الآيات ومشاهدتهم لها كفروا بها، ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ وما نجعت فيهم، فكذلك لو أجبنا هؤلاء الذين سألوا منك ما سألوا وقالوا:
﴿ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ﴾، إلى آخرها، لما استجابوا ولا آمنوا إلا أن يشاء الله، كما قال فرعون لموسى- وقد شاهد منه ما شاهد من هذه الآيات -:
﴿ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا ﴾ قيل: بمعنى ساحر. والله تعالى أعلم.