(١).
وممن ذهب إلى القول الثاني فيما رواه الطبري أيضاً: مجاهد، و عبد الله بن عبيد بن عمير(٢) وابن إسحاق، والضحاك(٣).
وقال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال الله عز ذكره: ولبث أصحاب الكهف في كهفهم رقودًا إلى أن بعثهم الله ليتساءلوا بينهم، وإلى أن أعثر عليهم من أعثر ثلاثمائة سنين وتسع سنين، وذلك أن الله بذلك أخبر في كتابه، وأما الذي ذُكر عن ابن مسعود أنه قرأ: (وقالوا: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ y ﴾ ) وقول من قال ذلك من قول أهل الكتاب، وقد رد الله ذلك عليهم، فإن معناه في ذلك إن شاء الله كان أن أهل الكتاب قالوا فيما ذكر على عهد رسول الله - ﷺ - : أن للفتية من لدن دخلوا الكهف إلى يومنا ثلاثمائة سنين وتسع سنين، فرد الله ذلك عليهم، وأخبر نبيه - ﷺ - أن ذلك قدر لبثهم في الكهف من لدن أووا إليه إلى أن بعثهم ليتساءلوا بينهم، ثم قال جل ثناؤه لنبيه - ﷺ - : قل يا محمد: الله أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم من بعد أن بعثهم من رقدتهم إلى يومهم هذا، لا يعلم بذلك غير الله وغير من أعلمه الله ذلك.
(٢) عبدالله بن عبيد بن عمير الليثي المكي ثقة من الثالثة، استشهد غازياً سنة ثلاث عشرة.
... انظر: التقريب (ص ٥٢٤) رقم (٣٤٧٨).
(٣) المصدر السابق (٢٢٩٩٩- ٢٣٠٠٣).