معلوم أن قدرة الله مطلقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير، فالله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فهو القائل في كتابه: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان: ٢٨]، وهو القائل أيضاً: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: ٦٨] والآيات في هذا الشأن يطول المقام بذكرها، لذا إن كنا نرد الاستدلال بالحديث فليس هذا من باب الشك في قدرة الله، أو أنهم بعد موتهم كيف يعودون آخر الزمان؟ فذلك ليس بعزيز على الله، وإنما يُردُّ لضعفه الذي اتضح سالفًا، فلا حجة لمن استدلوا بهذا الحديث إذن، ولو كان حج أصحاب الكهف واقع في آخر الزمان مع عيسى عليه السلام لثبت ذلك عنه - ﷺ - في الصحيح، وإنما الذي ثبت في ذلك كما سلف هو نزول عيسى عليه السلام، وحجه البيت، دون ذكر شيء يتعلق بأهل الكهف، فيستحيل أن ينسى المصطفى - ﷺ - شيئاً كهذا ليذكره ولو ذكره ما غفل عنه أهل العلم وما خفي عليهم أمر مثل هذا.
لذا نقول في نهاية هذه المسألة:
١- لا حجة لمن استدل بأحاديث حجّ أصحاب الكهف مع عيسى عليه السلام لعموم صحتها، والآية ثابتة على معناها الذي استقر عليه المفسرون وأهل العلم كما سلف.


الصفحة التالية
Icon