" وجه إيهام التعارض:
ورد لفظ الوراء في الآية ولفظ أمام في الحديث وعلى حين فسر الوراء في الآية بأنه الأمام بينما بقى الأمام على أصله في الحديث.
" الدراسة:
دفع إيهام التعارض بين ظاهر الآية والحديث:
مسالك العلماء لدفع إيهام ذلك التعارض:
لقد سلك العلماء لدفع إيهام ذلك التعارض مسلك الجمع:
أولاً: قال القرطبي: "وقوله عليه الصلاة والسلام (الصلاة أمامك) يريد في المكان وإلا فكونهم في ذلك الوقت كان أمام الصلاة في الزمان". ا. هـ (١).
- وقد وجدتُ كلاما للطبري في هذه المسألة حيث قال: "حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة ﴿ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ ﴾ قال قتادة (أمامهم) ألا ترى أنه يقول ﴿ مِنْ ِNخgح !#u'ur جَهَنَّمُ ﴾ وهى بين أيديهم" إلى أن قال: وقد جعل بعض أهل المعرفة بكلام العرب "وراء " من حروف الأضداد وزعم أنه يكون لما هو أمامه ولما خلفه وقد استشهد لصحة ذلك بقول الشاعر:
أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي...... وقومي تميم والفلاة ورائيا(٢)
بمعنى أمامى - وقد أغفل وجه الصواب في ذلك وإنما قيل لما بين يديه هو ورائى لأنك من ورائه ملاقيه كما هو ملاقيك فصار إذ كان ملاقيك كأنه من ورائك وأنت أمامه وكان بعض أهل العربية من أهل الكوفة لا يجيز أن يقال لرجل بين يديك هو ورائى ولا إذا كان وراءك أن يقال هو أمامى ويقول إنما يجوز ذلك في المواقيت من الأيام والأزمنة كقول القائل وراءك برد شديد - وبين يديك حر شديد لأنك أنت وراءه فجاز لأنه شئ يؤتى فكانه إذا لحقك صار من ورائك وكأنك إذا بلغته صار بين يديك قال فلذلك جاز الوجهان ا. هـ(٣).
فعلى هذا الكلام يكون لفظ "أمام " قد استعمل باستعمالين منفصلين:
(٢) البيت لسوار بن المغرب، انظر: تاج العروس (٤٠/١٩٣).
(٣) تفسير الطبري (١٦/١-٢).