"ولا يخالف هذا - يعنى ما في الحديث - قوله تعالى: ﴿ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب - وسجودها تحت العرش إنما هو بعد الغروب ٠٠٠٠٠" إلى أن قال: "وقال الخطّابى: يحتمل أن يكون المراد باستقرارها تحت العرش أنها تستقر تحته استقرارا لا نحيط به نحن... وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها" ا. هـ (١).
قال القرطبي:
"وقال القفّال قال بعض العلماء ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربًا ومشرقًا حتى وصل إلى جرمها ومسها لأنها تدور مع السماء حول الأرض وهى أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض بل هى أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة - كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض ولهذا قال: ﴿ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴾ ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسّهم وتلاصقَهُم - بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم.
" وقال القتبي:
" "ويجوز أن تكون هذه العين من البحر ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها فيقام حرف الصفة مقام صاحبه والله أعلم" (٢).
" هذا وقد تكلم جماعة من العلماء عن سجود الشمس تحت العرش هل هو على حقيقته أم هو على سبيل المجاز؟ رأيان للعلماء في هذه المسألة تراجع في مظانها (٣).
(٢) تفسير القرطبي (١١/ ٤٩-٥٠)، وانظر: تفسير الرازي (١٠/ ٢٤٧).
(٣) انظر: تفسير الطبري (١٧/١٣٠)، وتفسير الرازي (١١/١٠٥)، وتفسير الآلوسي (١١/ ٣٩٥-٣٩٦)، وشرح النووي (٢/ ١٩٧).