" وجه موهم التعارض بين الآية والحديث:
ظاهر الآية يقتضي أن يأجوج ومأجوج لم يتمكنوا من ارتقاء السد، ولا من نقبه والناظر في ظاهر الحديث يجد أنهم يحفرون السد، وقد أوشكوا على الانتهاء من نقبه... وبالتالي فالتعارض الموهم ما بين نفي النقب في الآية وإثباته في الحديث.
" الدراسة:
أولاً: تفسير الآية:
قال الإمام الطبري - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: (فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يعلوا الردم الذي جعله ذو القرنين حاجزًا بينهم وبين من دونهم من الناس، فيصيروا فوقه، وينزلوا منه إلى الناس، يقال منه: ظهر فلان فوق البيت: إذا علاه، و منه قول الناس: ظهر فلان على فلان: إذا قهره وعلاه. ﴿ ç وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ يقول: ولم يستطيعوا أن ينقبوه من أسفله). ثم روى ذلك عن قتادة وابن جريج(١).
وممن قال بنحو هذا المعنى من المفسرين: البغوي، والفخر الرازي، والقرطبي، وابن كثير وغيرهم(٢).
وهذا المعنى لا خلاف فيه عند المفسرين... ولكن قّيده ابن كثير في (البداية والنهاية) فقال: قوله: ﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ أي: في ذلك الزمان لأن هذه صيغة خبر ماض(٣). هذا بالنسبة للآية وقول المفسرين فيها.
ثانياً: معنى الحديث:
(٢) انظر: تفسير البغوي (٥/٢٠٥-٢٠٦)، والتفسير الكبير للفخر الرازي (٢١/١٧٢)، وتفسير القرطبي (١١/٦٢)، وتفسير ابن كثير (٩/١٣٩).
(٣) البداية والنهاية (٢/٥٠٠).