عن أنس رضي الله عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم، ويقولون:
نحن الذين بايعوا محمداً | على الإسلام ما بقينا أبدا |
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - كان إذا أراد أن يدعو على أحدٍ أو يدعو لأحد، قنت بعد الركوع، فربما قال: إذا قال: سمع الله لمن حمده: (اللهم ربنا لك الحمد، اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش ابن أبي ربيعة، اللهم اشدد وطأتك على مُضَرَ، واجعلها سنين كسني يوسف). يجهر بذلك، و كان يقول في بعض صلاته، في صلاة الفجر (اللهم العن فلانًا وفلانًا) لأحياء من العرب، حتى أنزل الله: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ (٢).
" وجه موهم التعارض بين الآية والحديثين:
المتأمل في الآية الكريمة يجد أنها تحض على الدعاء سرًا في النفس؛ ليبعد عن الرياء وبذلك أثنى الله تعالى على نبيه زكريا - عليه السلام - إذ قال مخبرًا عنه: ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴾ (٣). بينما يدل الحديث على ثبوت جهره - ﷺ - في كثير من المواضع وجواز الجهر بالأدعية(٤).
" الدراسة:
معنى الآية:
(١) أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد والسير، باب: حفر الخندق (٢٨٣٥)، ومسلم في كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة الأحزاب وهي الخندق (١٨٠٥).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ (٤٥٦٠)، ومسلم في كتاب: المساجد، باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة (٦٧٥).
(٣) انظر: تفسير القرطبي (٧/٢٢٣).
(٤) انظر: سباحة الفكر في الجهر بالذكر (ص٦٤).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ (٤٥٦٠)، ومسلم في كتاب: المساجد، باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة (٦٧٥).
(٣) انظر: تفسير القرطبي (٧/٢٢٣).
(٤) انظر: سباحة الفكر في الجهر بالذكر (ص٦٤).