- من هنا فإن ما يقع لأحدهما من نسخ أو تخصيص أو غير ذلك - قد يقع على الآخر، خصوصاً إذا عرفنا أن وجود المطلق والمقيد والخاص والعام والمشكل والموضح - في كلام واحد ليتميز بمعرفته العلماء على غيره ولتظهر به منزلة العالم على الجاهل، كما أطبق عليه المفسرون (١).
- لا سيما وأن المعجزة للرسول - ﷺ - هي عين الرسالة فرسالته القرآن ومعجزته هو أيضاً - مع كونه أوتي جوامع الكلم(٢) بخلاف الأنبياء السابقين عليه فإن معجزاتهم كانت غير رسالاتهم.
_ قال ابن حزم: " إذا تعارض الحديثان أو الآيتان أو الآية والحديث - ففرض على كل مسلم استعمال ذلك كله لأنه ليس بعض ذلك أولى بالاستعمال من بعض ولا حديث بأوجب من حديث آخر مثله - ولا آية أولى بالطاعة لها من آية أخرى مثلها، وكل من الله عز وجل وكل سواء في باب وجوب الطاعة والاستعمال ولا فرق". ا. هـ (٣)
ومن الأسباب الموهمة للتعارض ما ذكره ابن حزم الأندلسي - فقال:
"إذا ورد النصان كما ذكرنا - يعنى متعارضان ظاهراً - فلا يخلو ما يظن به التعارض منهما وليس تعارضاً من أحد أربعة أوجه لا خامس لها:

(١) تفسير أبى السعود ( ٢/ ٨ )، الكشاف للزمخشري ( ١/ ١٦٦ ).
(٢) حديث أوتيت جوامع الكلم. أخرجه البخاري بهامش الفتح ( ١٣ / ٥٢٥، رقم ٢٩٧٧ )، ومسلم ( ٥٢٣ )
(٣) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم ( ٢ / ١٥٨ ).


الصفحة التالية
Icon