- فأخبر عز وجل أن كلام نبيه - ﷺ - وحي من عند الله كالقرآن في أنه وحي وفي أنه كل من عند الله عز وجل - وأخبرنا تعالى أنه راضٍٍ عن أفعال نبيه - ﷺ - وأنه موافق لمراد ربه تعالى فيها لترغيبه عز وجل في الإقتداء به عليه السلام فلما صح أن كل ذلك من عند الله تعالى ووجدناه تعالى قد أخبرنا أنه لا اختلاف فيما كان من عنده صح أنه لا تعارض ولا اختلاف في شيء من القرآن والحديث الصحيح وأنه كله متفق كما قلنا ضرورة - وبذلك بطل مذهب من أراد ضرب الحديث بعضه ببعض أو ضرب الحديث بالقرآن وصح أن ليس شيء من ذلك مخالفاً لسائره- علمه مَن علمه وجهله مَن جهله إلا أن الذي ذكرنا من العمل هو القائم في بديهة العقل الذي يقود إليه مفهوم اللغة التي خوطبنا بها في القرآن والحديث وبالله التوفيق ". ا. هـ (١)
- نخلص من هذا كله إلى أن ضرب النصوص بعضها ببعض بحجة وجود التعارض ليس من أمور الدين في شيء ؛ فإن وجود أمثال هذه المتشابهات في الألفاظ والمعاني ليس مجالاً للقول بالتشهي ولكن هو صنيع العلماء الحذاق المتقنون من حيث استخراج الأحكام الشرعية من بين هذه النصوص بغير هوى أو ضلال غاية ما في الأمر أن ما أبهم في لفظ أحدهما أو أطلق فقد وضحه أو قيده الآخر كما ستعرف عند عرضنا للمسائل التي توهم التعارض بين القرآن والسنة - وما ضيع اليهود والنصارى إلا من ساعة أن ضربوا الكتاب بعضه ببعض- فتحيروا فضلوا وأضلوا.