قد نلمح في القرآن الكريم والسنة النبوية نصين يوهم ظاهرهما التعارض نظراً لتوهمنا أنهما متحدان في الموضوع الذي تناوله كل من الآية الحديث - والحق ليس كذلك إذ بعد التدبر والتأمل ملياً يتبين أن الآية في موضوع والحديث في موضوع آخر.
من أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [البقرة: ٢٥٣]
- مع الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ - :(لا تفضلوا بين أنبياء الله)(١)- وحديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي - ﷺ - (لا تخيروا بين الأنبياء)(٢).
- حيث يبدوا من أول وهلة أن الآية تثبت أن الرسل متفاضلون.
(١) أخرجه البخاري في كتاب: أحاديث الأنبياء باب: قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ (رقم ٣٤١٤)، ومسلم في كتاب: الفضائل باب: من فضائل موسى - ﷺ - (٤ /١٨٤٣، رقم ٢٣٧٣).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الخصومات باب: ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي (رقم ٢٤١٢)، وكتاب: الديات باب: إذا لطم المسلم يهوديا عند الغضب (رقم ٦٩١٨)، ومسلم في كتاب الفضائل باب من فضائل موسى - ﷺ - (رقم ٢٣٧٤).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الخصومات باب: ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي (رقم ٢٤١٢)، وكتاب: الديات باب: إذا لطم المسلم يهوديا عند الغضب (رقم ٦٩١٨)، ومسلم في كتاب الفضائل باب من فضائل موسى - ﷺ - (رقم ٢٣٧٤).