- وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضا فأراد رسول -- أن يباشرها أمرها أن تتزر في فورحيضتها ثم يباشرها(١).
- وقد اختلف المفسرون في المراد بالمحيض في الآية على قولين:-
الأول: المراد بالمحيض مكان الحيض وهذا هو المعنى الراجح.
والثاني: المراد بالمحيض هو زمن الحيض لا الحيض نفسه وهو المعنى المرجوح وعليه فمعنى الآية: أي اعتزلوا النساء في زمن الحيض فإذا حملنا الآية على المعنى المرجوح وهو أن المراد زمن المحيض فإن ظاهرها يدل على تحريم المباشرة والاستمتاع بالحائض وذلك عام في جميع بدنها وهو ما يشمله زمن الحيض.
- والأحاديث دلت على جواز مباشرة الحائض والاستمتاع بها في جميع بدنها عدا مكان الحيض - فبين الآية والحديث إيهام تعارض لهذا السبب أعني حمل الآية على المعنى المرجوح لا الراجح ولكن يندفع هذا الإيهام بمجرد الانتقال إلى المعنى الراجح الذي به قال العلماء في المقام الأول وهو الأصح من المعنيين(٢).
*... *... *
المطلب الثالث عشر: الاعتقاد الفاسد
بيانه أن بعض أهل البدع والأهواء المخالفين لما عليه أهل السنة والجماعة - صنعوا لأنفسهم أصولا - يمشون عليها ويقبلون ما وافقها ويردون ما خالفها - فما وافق هذه الأصول من القرآن والسنة قبلوه وإلا فلا بل يؤولونه إذا كان تأويله ممكنا ويبنون ذلك على حجج ساقطة وأدلة واهية.

(١) أخرجه البخاري في كتاب في الحيض باب: مباشرة الحائض (رقم ٣٠٢)، ومسلم في كتاب الحيض، باب مباشرة الحائض فوق الإزار (رقم ٣٠٢).
(٢) انظر في ذلك: تفسير الطبري(٢/٣٨٥)، وتفسير ابن كثير (١/٢٥٩)، وتفسير القرطبي(٣/٨١ - ٨٧) وفتح الباري (١/٣٩٩- ٤٠٤، ١٠ /٣٦٢)، وشرح النووي على صحيح مسلم (٣/٢٠٥)، وعون المعبود(١/٣٠٢)، وتحفة الأحوذي ١/٣٥٠، وشرح معاني الآثار للطحاوي ٣/٣٨، وشرح الزرقاني على موطأ مالك(١/١٦٨)


الصفحة التالية
Icon