وورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه خطب فقال: يا أيها الناس أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن منهم ومن لم يحصن - فإن أمة لرسول الله - ﷺ - زنت فأمرني أن أجلدها فإذا هي حديث عهد بنفاس فخشيت إن أنا جلدتها أن أقتلها فذكرت ذلك للنبي - ﷺ - فقال: (أحسنت) (١).
وقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ [النساء: ٢٥]
فقد حمل طاووس بن كيسان(٢) وسعيد بن جبير رضي الله عنهما الجلدَ المذكورَ في الحديثين على أنه تأديب ٌوليس هو الحد ُالمشطّرُ من الحرائر واستدلوا على ذلك بأن الآية عندهم
﴿ فَإِذَا أُحْصِنَّ ٠٠٠٠٠ ﴾ الآية - من مفاهيم الشرط وهو حجة عند أكثر أهل العلم فيقدّم على عموم الأحاديث وهو عمل بمسلك الجمع بين الآية والحديث(٣).
٤- قال تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ﴾ [البقرة: ٢٣٩].
(٢) طاووس بن كيسان التابعي الجليل الفقيه القدوة عالم اليمن، كان من أبناء الفرس، ولد في خلافة عثمان، وكان ثقة ومن سادات التابعين، ومن عباد أهل اليمن، حج أربعين حجة، مات يوم التروية سنة ٦٠٠ وله بضع وتسعون سنة.
... انظر: حليةالأولياء (٤/٣ - ٢٦) رقم (٢٤٩)، وتهذيب الكمال (١٣/٣٥٧ - ٣٧٤) رقم (٢٩٥٨)، وسير أعلام النبلاء (٥/٣٨ - ٤٩) رقم (١٣) نقلاً عن سير أعلام التابعين (ص ١٤٠ - ١٥٠) رقم (١١).
(٣) انظر في ذلك تفسير ابن كثير (١/٤٧٦ -٤٧٨)، وتفسير القرطبي (٥/ ١٤٦)، وشرح الزرقاني (٤/١٨٣)، وتحفة الأحوذي (٤/ ٥٩٥)، وشرح النووي على صحيح مسلم (١١/٢١١)، وسبل السلام (٤/٨- ٩) ونيل الأوطار للشوكاني (٧/٢٩٣).