مثل الزرقاني(١)، وتبعه من جاء بعده من المعاصرين والذي يظهر لي أنه لا خلاف بين التسميتين فإن التعبير بالضابط يراد به ما اجتمع فيه ثلاثة أركان فهي أركان القراء ة المقبولة ومجموع هذه الأركان هو ضابط القراءة المقبولة ولذا قال أبو شامة (٢) في معرض حديثه عن القراء السبعة :
"بل قد روى عنهم ما يطلق عليه ضعيف و شاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثه"
المطلب الثاني : تعريف القراءة لغة واصطلاحا:
القراءات جمع قراءة ومادة – ق ر أ تدور في لسان العرب حول معنى الجمع والاجتماع(٣)، وهو مصدر للفعل قرأ. قال الراغب: القراءة : ضم الحروف، والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل(٤) وقال ابن منظور: وقرأت الشي قرآنا : جمعته وضممت بعضه إلى بعض، ومنه قولهم : ما قرأت هذه الناقه سلىً قط، وما قرأت جنينا قط أي لم يضطم رحمها على ولد.... ، وهو مصدر كالغفران والكفران(٥).
اصطلاحا : اختلفت عبارات العلماء في تعريف القراءات وقد استعرضها
محمد بن عمر بازمول (٦)، وخلص إلى أن التعريفات تدور على ثلاثة عناصر:
مواضع الاختلاف في القراءات
النقل الصحيح سواء كان متواتر أم آحادا.
حقيقة الاختلاف بين القراءات.
والذي يشمل هذه العناصر هو تعريف القسطلاني إذ يقول : علم يعرف منه اتفاقهم و اختلافهم في اللغة والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل من حيث النقل(٧)، وكذا تعريف الشيخ عبد الفتاح القاضي في كتابه البدور الزاهرة(٨) إذ يقول : هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله.
(٢) المرشد الوجيز ص ١٧٣
(٣) معجم مقاييس اللغة ٥/٧٨
(٤) مفردات ألفاظ القرآن مادة قرأ
(٥) لسان العرب ١/١٢٨
(٦) القراءات واثرها في التفسير والأحكام ١/١٠٧
(٧) لطائف الإشارات ا/١٧٠
(٨) ص٥